ملهم كردفان

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ا


    أفهم عدوك !!

    aboadil
    aboadil
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى


    ذكر عدد الرسائل : 902
    تاريخ التسجيل : 10/10/2007

    أفهم عدوك !! - صفحة 2 Empty رد: أفهم عدوك !!

    مُساهمة من طرف aboadil الجمعة 14 مارس - 12:34

    إن التاريخ لا يقاس بالمسطرة والبركاد ، والحركة التاريخية تستعصي على الأسر في نمطية محددة والتعامل مع البيئات كلها كما لو كانت (حالة واحدة) بغض النظر عن موقعها في الزمن أو المكان ، يتناقض – ابتداءً – مع منهج الدعوة وطرائقها في عصر الرسالة ، حيث يلاحظ أن صيغ العمل في العصر المكي هي غيرها في العهد المدني ، بل إنها في العهد المكي نفسه كانت تتعامل مع اللحظة التاريخية بصيغ مختلفة ، فكانت هناك سنوات العمل السري ، والنشاط المعلن ، واعتماد الهجرة الموقوتة وسيلة للتخفيف عن الضغط وحماية الذات ، كما أن العهد المدني شهد هو الآخر ، إلى جانب أو بموازاة الخط الجهادي العام ، وخط بناء الدولة الإسلامية ، تغايراً في صيغ العمل ، فكان هناك التحالف المرحلي والصلح الموقوت، والإعلان العام لتصفية الوجود الوثني إلى آخره.
    لقد اجتازت الدعوة الإسلامية في عصر الرسالة مراحل شتى بدء ببناء الإنسان المسلم ، مروراً بإقامة دولة الإسلام ، وانتهاء بصياغة التأسيسات الأولى لشبكة الشروط الحضارية التي وضعت الجماعة والأمة المسلمة قبالة العالم بخصائصها المتميزة وفاعليتها التي مكنتها عبر عقود معدودة من الزمن أن تصوغ حضارتها الخاصة بها.
    وما لم ننصت جيداً لنداء اللحظة التاريخية ، ونتابع بوعي وتبصر عميقين مواصفات المكان ، ما لم ندرك – ابتداء – أن الحركة التاريخية تنطوي دائماً على الثابت والمتحول معاً ، وأن علينا أن نضع في المنظور كل القطبين ، فإننا سننزلق – شئنا أم أبينا – إلى مواقع الخطأ والهدر ، وسنحكم على أنفسنا كرة أخرى ، بالدوران في الحلقة المفرغة ، حيث العودة بين الحين والآخر إلى نقطة البداية.
    إن العديد من الحركات الإسلامية فشل أو تباطأت حركته على أقل تقدير لأنه لم يلتفت لهذه الحقيقة ، أو لم يعرها اهتماماً كبيراً ، فمضى لكي يتعامل بمنطوق الإعداد التربوي مع وضع تاريخي يتطلب جهاداً ، أو أعلن الكفاح المسلح في وضع يتطلب إعداداً تربوياً ، أو نزل تحت الأرض في بيئة تسمح له بالعمل في الهواء الطلق ، أو كشف عن نفسه في ظرف يعد فيه الانكشاف انتحاراً ، أو اصطرع مع خصومه سياسياً بينما كان الأمر يتطلب نشاطاً تثقيفياً أو دعوياً صرفاً أو انعزل في وقت يكون فيه العمل الجبهوي فرصة جيدة .
    aboadil
    aboadil
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى


    ذكر عدد الرسائل : 902
    تاريخ التسجيل : 10/10/2007

    أفهم عدوك !! - صفحة 2 Empty رد: أفهم عدوك !!

    مُساهمة من طرف aboadil الجمعة 14 مارس - 12:34

    الإسلام في ضوء المعطيات التاريخية :
    وثمة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم مؤشرات وضوابط غنية تؤكد ثقل المتغيرات التاريخية وضرورة التعامل الحذر معها ، يمكن الاكتفاء بشواهد محدودة منها في لقاء سريع كهذا :
    1- الآيات القرآنية الخاصة بالتقابل العددي التي نزلت بمعدلات القوة من واحد إلى عشرة باتجاه الواحد إلى اثنين.
    2- حرب السرايا في بدء العصر المدني والحروب النظامية فيها بعد.
    3- السرية المطلقة في فتح مكة، وإعلان النفير العام وكشف الهدف في تبوك ، واعتماد قادة احتياطيين في مؤتة ، وأسلوب الشورى في بدر وأحد ، والانفراد في اتخاذ القرار في الحديبية .
    4- تدمير الجماعات الكافرة الذي يعتمد قوى الطبيعة (من مثل : الصيحة ، الحاصب ، الخسف ، الطوفان .. إلخ ، في مراحل تاريخية معينة ، واستبدالها بإعجاز الكلمة الإلهية في مرحلة أخرى تتميز بالرشد العقلي).
    5- إعادة تصنيف خصوم الإسلام في ضوء المعطيات التاريخية.
    وعن الآليات الأفضل لنشر الثقافة الضرورية لفقه الواقع في مواجهة التحديات قال الدكتور عماد الدين خليل : تظل المؤسسات المدرسية والجامعية هي الآليات الأفضل في هذا المجال ، جنباً إلى جنب مع المسجد ، ويتممها دور الكتاب والصحيفة والمجلة ، وقد انضافت إلى ذلك – عبر العقود الأخيرة – آليات المعلوماتية من خلال أجهزة الكمبيوتر أو الإنترنت فضلاً عن التلفاز والفضائيات. ويمثل مربع الشاشة الصغيرة هذا تحدياً للأمة يتحتم أن تشمر عن ساعد الجد للإفادة القصوى منه ، في ذات الوقت الذي يفرض عليها جهداً موازياً في مجابهة حلقات السوء التي ينطوي عليها والتي قد تلحق بأبناء الأمة كسوراً فكرية ونفسية وسلوكية ليس جبرها بالأمر اليسير.
    aboadil
    aboadil
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى


    ذكر عدد الرسائل : 902
    تاريخ التسجيل : 10/10/2007

    أفهم عدوك !! - صفحة 2 Empty رد: أفهم عدوك !!

    مُساهمة من طرف aboadil الجمعة 14 مارس - 12:35

    البعد عن منهج الوحي :
    • أصبحنا عالة على الأمم وتمردنا على أصول الحضارة الإسلامية.
    • هذا العصر يحتاج إلى رعاية الإبداع والاهتمام بالموهوبين والمبدعين.
    • ما يتعرض له الإسلام ليس جديداً ومن واجبنا أن نعود إلى التاريخ من وقت لآخر.
    • قال تعالى : (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم).
    • على المسلم أن لا يستهين بدوره ولو بالقليل يدعم به إخوانه ولو بالدعاء.
    aboadil
    aboadil
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى


    ذكر عدد الرسائل : 902
    تاريخ التسجيل : 10/10/2007

    أفهم عدوك !! - صفحة 2 Empty رد: أفهم عدوك !!

    مُساهمة من طرف aboadil الجمعة 14 مارس - 12:40

    تاريخ النشر: 2007-04-29
    محاولة جادة لفهم العدو ( 3/5) :
    العمل الإسلامي والمتغيرات


    الدكتور أحمد نوفل :
    الدكتور أحمد نوفل كان له مداخلة أيضاً في هذا الملف فقدأكد أن الأعداء يراهنون في اعتمادهم على الاستعمار الثقافي والحضاري ، بعد ( توهم) انتهاء الاستعمار العسكري ، على أمور كثيرة :
    أولها: التبعية السياسة التي مهدت للهجمة الثقافية والحضارية، ونفذت ما يرسم من مخططات لمناهج التعليم والإعلام ، وأزعم أن أمريكا داخلة في مفاصلنا الثقافية، ومنتدياتنا ، ومؤسساتنا ، بشكل مؤثر أكثر من أثر الدول المعنية نفسها. وإن كثيراً من (الأنتلجنسيا) العربية والإسلامية، والمثقفين تابعون للمعسكر الغربي والأمريكي تحديداً، مفتونون إلى حد الهوس بالنموذج الثقافي والحضاري الغربي ، منخلعون إلى حد الافتراق المطلق من تراب أمتهم وتراث حضارتهم .
    كما عمل الاستعمار الثقافي وعملاؤه على تغييب الشعوب ، بشكل يشل فاعليتها ، ويجعلها مضيعة للطاقات مبددة القدرات ، مشلولة الإرادات ، مغلولة العزمات ، والمصيبة أن هذا التغييب الذي تأمر به أمريكا ، هو ذات المبرر الذي تأتي من أجله أمريكا لتمارس تغيير أنظمة العالم الإسلامي والعرب مستغلة حالة الضياع العام مع العلم أن أمريكا تملك أتفه ثقافة في الوجود وحضارة بالغة الحقارة ، ربما لم يشهد التاريخ مثيلاً لها ، لا نقول هذا بداعي الغيظ ، ولكنه الحقيقة الموضوعية ، إن بنياناً شيد وأنشئ على استئصال الشعوب من أول يوم لن يكون إلا على هذه الدرجة من الوضاعة ، فكيف إذن تروج ثقافتها وحضارتها كل هذا الرواج ؟


    عدل سابقا من قبل aboadil في الجمعة 14 مارس - 12:44 عدل 1 مرات
    aboadil
    aboadil
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى


    ذكر عدد الرسائل : 902
    تاريخ التسجيل : 10/10/2007

    أفهم عدوك !! - صفحة 2 Empty رد: أفهم عدوك !!

    مُساهمة من طرف aboadil الجمعة 14 مارس - 12:41

    إنها تعتمد على قوة الدولة: اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً وإعلامياً ونحن في زمن القوة فيه هي الحق وإن حقاً ضعيفاً لن يعدو في نظر العالم أن يكون باطلاً ، وهذا شأن العالم الإسلام وإسلامه العظيم إننا بمواتنا نظهر إسلامنا مفلساً من العطاء الحضاري عاجزاً من مواكبة العصر ، وحاشاه.

    كما تعتمد القوة الغربية على سياسة تفريغ المنطقة من العقول والخبرات ، والاستنزاف المنظم للطاقات ، وذلك كفيل بأن يجعل العالم الإسلامي منطقة ضغط منخفض ، قابلة لنشر ثقافات الآخرين . ويوم نملك السياسات المبنية للعقول والمتعهدة للطاقات ، والمعتزة بقدرات أبنائها ، تنعكس اتجاهات الريح..
    كما أن تفككنا أقوى أسلحة عدونا فبينما الحضارة الغربية تبدو متجانسة إلى حد بعيد ، لا نستطيع نحن أن نتعايش على سبيل المثال: سنة وشيعة ويحذر بعضنا من بعض في عز اشتداد الهجمة علينا.
    aboadil
    aboadil
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى


    ذكر عدد الرسائل : 902
    تاريخ التسجيل : 10/10/2007

    أفهم عدوك !! - صفحة 2 Empty رد: أفهم عدوك !!

    مُساهمة من طرف aboadil الجمعة 14 مارس - 12:42

    العمل الإسلامي والمتغيرات :
    ويضيف الدكتور أحمد نوفل قائلاً : لا شك أن العمل الإسلامي يزداد صعوبة وإحراجاً يوماً بعد يوم ، ويضيق عليه الخناق في اتساع متلاحق يبهر الأنفاس ، ولكن هذه هي طبيعة الصراع بين الحق والباطل ، المهم أن لا تأخذنا ( الروعة) من هذه الهجمة ، ونحكم العقل في تصرفنا مزيداً ومزيداً ، ونرتب الأولويات ، ونتجاوز الصغائر التي ندور في حلقتها دوران من تدير السواقي.
    وأقول: إن الصعوبات قد تفتق من الإبداعات وتفتح من المكنونات والمخزونات ما لا يتفتح في ظل الأوضاع الراكدة لكن المسألة تحتاج اليوم إلى قيادات استثنائية متفانية متوازنة مقدامة هائلة التفكير ، حكيمة التدبير ، شورية القرار ، ملمة بالعصر ، شاملة الطرح ، واسعة الأفق ، رحبة النظر والرؤى ، متسامحة ، وإلا فلا داعي للمواجهة من الأساس.
    إن التحديات لا تخيف ، لكن التخلف هو الذي يخيف ، بمعنى أن تظل الأطروحات المكرورة والمهزوزة والممجوجة ، والخلافات تسود العمل الإسلامي ، هذا يخيف أكثر من الصهيونية ومكرها ، وأمريكا وغدرها.
    الآن زمن التشمير ، لكن التشمير الحكيم ، لا العمل الهزر النزر الذي لا حب تحته ولا طائل وراءه ، ولربما كان العمل بحاجة إلى شيء من التكتم ، والمراجعة الدائمة ، والنقد الذاتي ، واستغلال كل طاقة ، والاستماع إلى كل صوت.. إن الفردية جنت علينا ، أفننقلها إلى العمل الإسلامي ؟
    aboadil
    aboadil
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى


    ذكر عدد الرسائل : 902
    تاريخ التسجيل : 10/10/2007

    أفهم عدوك !! - صفحة 2 Empty رد: أفهم عدوك !!

    مُساهمة من طرف aboadil الجمعة 14 مارس - 12:42

    ثم لا بد من التركيز على مشروع المواجهة في فلسطين ، إن انتهاء المواجهة مؤذن بانهزام مشروعنا الثقافي والحضاري كله لعدة سنين فلا بد من المواصلة ولتكن التضحيات ما تكون.
    ثم لا بد من الخروج من قوقعة التحزبات ، فهذا أوان الخروج من الشرائق ، للتعاون والتلاقي والتناصح والتآخي ، والانفتاح على الجميع ، فالهجمة أكبر من الجميع ، والموج طاغ ، والعدو باغ ، والإمكانات – إن حشدت - مباركة ، والفارق الهائل مع عدونا لا يجسره ولا يردمه إلا تعاوننا وشحذ قدراتنا ، التخطيط الجيد ، العمل الدؤوب ، الطرح الواسع ، الأخوة الحقيقية بين المؤمنين ، التسامح مع الآخرين ونبذ التعصب ، الانفتاح على العصر وفهمه بعمق ، اليقين المطلق بالحق الذي نحمل.. كل ذلك من معينات المرحلة الحرجة التي تعيش.
    aboadil
    aboadil
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى


    ذكر عدد الرسائل : 902
    تاريخ التسجيل : 10/10/2007

    أفهم عدوك !! - صفحة 2 Empty رد: أفهم عدوك !!

    مُساهمة من طرف aboadil الجمعة 14 مارس - 12:43

    تلاحم الأجيال :
    كما دعا فضيلة الشيخ أحمد نوفل إلى تلاحم الأجيال فقال: إن الحركة ناموس الوجود ، والتجدد سنة الكون ، والحركات لا بد أن تستوعب هذا ، فحكمة الشيوخ مطلوبة، ودماء الشباب الفوارة وحماسهم الجياش مطلوب كذلك ، في تناغم وتعايش بين الأجيال ، لكن يحصل أحياناً فجوة وجفوة بين الأجيال ، وعين هذا على هذا والعكس ، ولقد مضى زمان مثل هذا العبث والضياع ، والحرص على الموقع مصيبة، فمن عاقل يحرث على موقع في الذروة في هذا الريح العاتي ؟ اللهم إلا إذا كان لا يستوعب المرحلة ، فالمفروض أن يتصدى للإمامة والقيادة الأكفأ والأمضى عزماً ، بقطع النظر عن الزمن ، فلرب من أفنت الأيام عمره يملك من مضاء العزيمة ما لا يملك من هو قادم إلى الوجود حديثاً ، هذه معركة مصير ، ومعركة وجود ، ينبغي أن يفسح فيها لكل صاحب طاقة ، ولكل صاحب قدرة وعقل وحكمة ورؤية وروية ، وأن يثق بعضنا ببعض ، وأن تتناغم الأجيال وتتعايش ، مضى زمان النوم ، مضى وقت التردد والحساب ، وآن أوان الجد والعمل ورص الصف وحشد الطاقة واستنفار كل مخزون الأمة الروحي والنفسي والعقائدي والحضاري.
    aboadil
    aboadil
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى


    ذكر عدد الرسائل : 902
    تاريخ التسجيل : 10/10/2007

    أفهم عدوك !! - صفحة 2 Empty رد: أفهم عدوك !!

    مُساهمة من طرف aboadil الجمعة 14 مارس - 12:46

    محاولة جادة لفهم العدو ( 4/5) :
    تتار الأمة يرسمون لها الدوائر


    الدكتور محمد خضر عـريف
    فشل المشروع السياسي :
    من جهته أكد الدكتور محمد خضر عريف أنه ينقص عالمنا العربي في الوقت الحاضر الكثير من المشروعات كي يخرج من ضائقته المزمنة ، وينهض من الضعف المدقع الذي ألم به ، حتى أصبح من الكتلة البشرية الأكثر ضعفاً في بدايات القرن الحادي والعشرين.
    ومن تلك المشروعات التي تنقص العالم العربي : المشروع الاقتصادي ، والمشروع العسكري ، والمشروع الإعلامي ، وقبلها جميعاً : المشروع السياسي ، إذ ما تزال السياسة العربية هائمة على وجهها منذ نهاية القرن الماضي ومطلع القرن الحالي.
    ولم يستطع العرب منذ تحرر كل بلدانهم من نير الاستعمار الغربي – أو الإمبريالية الغريبة وهو التعبير الأدق – لم يستطيعوا أن يحددوا لأنفسهم طريقة ما ، فتشتتوا بين القومية والاشتراكية – وهي الاسم الملطف للشيوعية – والانغلاق والانفتاح والرأسمالية ، حتى أفلست هذه جميعا وأخفقت في تمثيل المشروع السياسي العربي ففكر العرب في بدائل كثيرة لم يكن الإسلام يوماً واحداً منها ، بل على العكس ظلوا يعتقدون أن الإسلام – بوصفه بديلاً لكل الأيدلوجيات التي اعتنقوها – مرفوض تماماً ، بل ويجب حربه والتصدي له : إذ يمثل الخطر الأكبر ، وبناء عليه بقي العرب تحت وطأة الإمبريالية ولكن بشكل غير مباشر ، وهذا الشكل غير المباشر أنكى وأشد بلاء من الشكل المباشر الذي تنكشف فيه كل الأوراق ، بينما تلعب الإمبريالية في الخفاء في الشكل غير المباشر ، وبالنسبة لهؤلاء الإمبرياليين فإن غايتهم الكبرى متمثلة في عدد من الأمور أهمها : إحكام السيطرة على القرار السياسي في البلدان التي تقع تحت سيطرتهم فلا يكون هذا القرار إلا مناسباً لتطلعاتهم وأطماعهم بغض النظر عن مصالح تلك البلدان أو مصائرها ، ومنها السيطرة على مقدرات تلك البلدان وامتصاص خيراتها بحيث ينتعش اقتصاد الدولة المسيطرة ويتردى اقتصاد الدول المسيطر عليها ، ومنها كذلك الهيمنة والعربدة العسكرية التي تهدد بالثبور وعواقب الأمور كل من يخرج عن الطوع وقد تبادر إلى الذهن (ضرب المربوط فيخاف السايب) كما يقول المثل العربي .
    aboadil
    aboadil
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى


    ذكر عدد الرسائل : 902
    تاريخ التسجيل : 10/10/2007

    أفهم عدوك !! - صفحة 2 Empty رد: أفهم عدوك !!

    مُساهمة من طرف aboadil الجمعة 14 مارس - 12:47

    وهكذا تحقق الإمبريالية غير المباشرة الأهداف نفسها التي تحققها الإمبريالية المباشرة ، ويحدث ذلك كله في ظل غياب المشروع السياسي العربي ، ويبدو في تقديري أن العرب لم يبدأوا معركتهم من أجل تحرير بلدانهم وشعوبهم من وطأة الاستعمار أو الإمبريالية بعد ، مع أن عشرات السنين قد انقضت منذ إعلان استقلال الدول العربية عن المستعمر الغربي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ، وبعد كل الضوائق التي مر بها العرب في هذا القرن ، لا بد من التفكير في كيفية الخروج منها في مطلع القرن الحالي ، وإلا فإن هذه الضوائق ستحكم الخناق عليهم فلا يجدوا ما يأكلونه أو يشربونه أو يلبسونه.
    aboadil
    aboadil
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى


    ذكر عدد الرسائل : 902
    تاريخ التسجيل : 10/10/2007

    أفهم عدوك !! - صفحة 2 Empty رد: أفهم عدوك !!

    مُساهمة من طرف aboadil الجمعة 14 مارس - 12:47

    تتار الأمة يرسمون لها الدوائر :
    ويحذر الدكتور محمد خضر عريف من الإسراف في التفاؤل ، فيقول : يتفاءل البعض ويقول : إنه قد مرت على الأمة العربية والإسلامية عهود ضعف أشد وطأة من العهد الحالي ويضربون لذلك الأمثلة بعهد التتار ، حيث كان الواحد منهم يرسم للمسلم دائرة ويأمره بالوقوف فيها دون حراك حتى يذهب ويحضر سيفه ليقتله ، فيتمثل المسلم لذلك ولا يجرؤ على مغادرة الدائرة حتى يعود التتري فيقتله ، ونقول رداً على ذلك إنه في الواقع الأليم لم تمر على الأمة عهود كانت فيها أضعف مما هي عليه في الوقت الحاضر ، فإن كانت حادث التتار المشار إليها تمثل حادثة مزرية وقعت لشخص وعدد لا يمثل بقية الأمة التي ما فتئت أن انتفضت وتحررت من التتار وقضت عليهم قضاء مبرماً ، فإن ( تتار) هذا العصر يرسمون للأمة العربية كلها دوائر عديدة لا يجوز لها الخروج منها فإن خرجت وجدت الصواريخ والقنابل والمدافع في انتظارها.
    aboadil
    aboadil
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى


    ذكر عدد الرسائل : 902
    تاريخ التسجيل : 10/10/2007

    أفهم عدوك !! - صفحة 2 Empty رد: أفهم عدوك !!

    مُساهمة من طرف aboadil الجمعة 14 مارس - 12:48

    وقد أصبحت الدوائر كثيرة جداً بعد أن كانت دائرة واحدة في عهد تتار الماضي ، فهناك دائرة اقتصادية تحيط بالعالم العربي الإسلامي تحظر عليه تنويع مصادر دخله وتحرم عليه بيع منتوجاته الصناعية في الغرب لتنافس المنتوجات الغربية، وتضمن الحصول على منتوجاته الطبيعية بأبخس الأثمان ، وتضمن في الوقت ذاته إبقاءه تحت طائلة الفقر والعوز ليظل تحت رحمة الدول الكبرى ، وهناك دائرة إعلامية تحيط بالعالم العربي تحظر عليه عرض الحقيقة المجردة أو التعرض لرموز سياسية وعسكرية طاغية في العالم كي تخفي على أبنائه حقيقة تلك الرموز وما تمثله من خطر على حاضرهم ومستقبلهم ، ودائرة عسكرية يبقى العالم العربي داخلها أضعف بكثير من إسرائيل ولا يحق لأي دولة فيه أن تملك السلاح النووي أو أسلحة الدمار الشامل كما تسمى بينما تملك إسرائيل ترسانات ضخمة من هذه جميعا ، ولا يحق لأحد الاعتراض على ذلك ، ويجب على العرب في الوقت نفسه داخل الدائرة العسكرية شراء أسلحة تقليدية بأغلى الأثمان بينما توهب إسرائيل الأسلحة غير التقليدية على مرأى ومسمع منهم ، ولا يسمح لهم بالاعتراض.
    aboadil
    aboadil
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى


    ذكر عدد الرسائل : 902
    تاريخ التسجيل : 10/10/2007

    أفهم عدوك !! - صفحة 2 Empty رد: أفهم عدوك !!

    مُساهمة من طرف aboadil الجمعة 14 مارس - 12:49

    أما الدائرة السياسية فتمثل في عدم قدرة العرب على اتخاذ القرار السياسي المستقل ، دون الرجوع إلى القوى الطاغية المسيطرة ، وعليه فإن جميع القرارات تتسم بالضعف ، وفي كثير من الأحيان يمكن وصفها بالتخاذل والخور.
    ورغم القوة البشرية والاقتصادية والجغرافية الهائلة التي تتمتع بها الكتلة العربية إلا أن كتلاً كثيرة في العالم قد تكون أقل قوة منها بكثير أثبتت أنها أقوى من الكتلة العربية على اتخاذ القرار السياسي ، وعدم الاكتراث بالقوى العالمية الضاربة ، من تلك الكتل الكتلة الأفريقية التي تحدت ما يسمى (الحظر الدولي ) الذي لا يمثل إلا دائرة من الدوائر التي يضيع فيها العالم العربي في الوقت الحاضر ، ومن ذلك أيضاً ما أقدمت عليه باكستان وهي دولة فقيرة من إجراء تفجيراتها النووية غير عابئة بتهديدات الإمبريالية التي عادت وتراجعت بعد أن أحست بالقوة ، ومن يجرؤ ، نقولها ، في العالم العربي على التصريح بامتلاكه لسلاح نووي أو سلاح غير تقليدي كما يسمى.
    ونقول مجدداً : إن العالم العربي بحاجة ماسة إلى مشروع سياسي في مطلع القرن الحادي والعشرين وإلا فإن الدوائر التي وضع فيها سوف تزداد وربما تتضاعف في القرن الحالي.
    aboadil
    aboadil
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى


    ذكر عدد الرسائل : 902
    تاريخ التسجيل : 10/10/2007

    أفهم عدوك !! - صفحة 2 Empty رد: أفهم عدوك !!

    مُساهمة من طرف aboadil الجمعة 14 مارس - 12:49

    11سبتمبر والإجهاز على الإسلام :
    الدكتور / محمد خضر عريف أجاب على تساؤل في غاية الأهمية وهو : هل كانت الدول العربية والإسلامية تعزز الاتجاهات الإسلامية قبل 11 سبتمبر ؟ فقال: من الأوهام التي يعيشها العالمان العربي والإسلامي هذه الأيام ما يردد اليوم بعد 11 سبتمبر من أن الهجمة الغربية على الإسلام والمسلمين في الوقت الحاضر تهدف إلى تعزيز الاتجاهات العلمانية وتعزيز مفاهيم وقيم الحضارة الغربية السياسية والاجتماعية في المجتمعات الإسلامية وتصويرها على أنها البديل المنقذ من حالة الضياع والوحدانية التي يعيشها المسلمون اليوم.
    أقول : إن ذلك من الأوهام لأنه يفترض أن دول العالمين العربي والإسلامي كانت قبل 11 سبتمبر ماضية في تعزيز الاتجاهات الإسلامية وتعزيز مفاهيم وقيم الحضارة السياسية والاجتماعية.
    والواقع هو أن معظم هذه الدول قد وجدت فرصة في هذه الهجمة المفتعلة تنفض أيديها مما تبقى من الإسلام لديها وتنقض على أية أحزاب أو جماعات إسلامية لتصفي ما بقي منها ، ذلك أن الرغبة في التخلص من كل ما هو إسلامي موجودة عند العرب والمسلمين منذ زمن طويل ، فانظر يمنة ويسرة لترى جميع الأنظمة العربية والإسلامية - إلا من رحم ربك – وقد أعلنت علمانيتها التامة وفصلها الكامل ما بين الدين والدولة حتى أصبح الدين في كثير من تلك الدول تهمة يعاقب عليها القانون ، وربما بالإعدام ومسحت بعض الدول كل مظاهر الإسلام الدينية الاجتماعية فمنعت الحجاب ، بل وحظرت وطردت المتحجبات من الأعمال الحكومية ومن البرلمانات ، وأباحت زواج المسلمة بغير المسلم ، وضيعت الصيام في رمضان في وقت العمل الرسمي ، وحرمت تعدد الزوجات ، وفتحت الأبواب على مصارعها أمام كافة أنواع التعاملات الربوية وغير ذلك من الممارسات التي تجعل من المجتمعات الإسلامية مجتمعات غير إسلامية البتة.


    عدل سابقا من قبل aboadil في الجمعة 14 مارس - 12:51 عدل 1 مرات
    aboadil
    aboadil
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى


    ذكر عدد الرسائل : 902
    تاريخ التسجيل : 10/10/2007

    أفهم عدوك !! - صفحة 2 Empty رد: أفهم عدوك !!

    مُساهمة من طرف aboadil الجمعة 14 مارس - 12:50

    ناهيك عن حظر أي أحزاب أو تكتلات إسلامية دون غيرها فيسمح للشيوعيين وسواهم تسجيل أحزابهم والعمل الحزبي السياسي الكامل على سبيل المثال ، بينما تحظر الأحزاب الإسلامية ويلاحق أفرادها ويعتقلون وقد يسجنون أو يقتلون.
    فمن الواضح أن الكثير من الدول العربية والإسلامية قد وجدت في هذه الحملة الغربية الجديدة فرصة سانحة لها لاستكمال مشروعها العلماني والارتماء في أحضان الغرب.
    الحاجة لصحوة بعيدة عن التشنج :
    ودعا الدكتور محمد خضر عريف إلى صحوة إسلامية وعصرية بعيدة عن كل مظاهر التشدد والتشنج قائمة على استراتيجية مدروسة تعتمد على الوسطية المطلوبة منذ وقت بعيد فقد كان العالم الإسلامي واقعاً بين مطرقة العلمانية وسندان التشدد خلال عشرات من السنين أعقبت استقلال الدول الإسلامية عن المستعمر الغربي.
    ولا بد من مشروع إسلامي حضاري في مطلع القرن الحادي والعشرين يحدد طبيعية علاقة المسلمين بالغرب من جهة وطبيعة التكوين الاجتماعي والسياسي والاقتصادي للدول الإسلامية من جهة أخرى .. هذا المشروع لا أتصور أن الأنظمة السياسية القائمة في العالم الغربي والإسلامي مهتمة به كثيراً ، فيجب على علماء الأمة أن يتبنوه ويقدموه لأولياء الأمر من باب النصيحة في كل أنحاء العالم عسى أن يجد له قبولاً ، ويكون مخرجاً للعالم الإسلامي من ضائقته الحالية.
    aboadil
    aboadil
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى


    ذكر عدد الرسائل : 902
    تاريخ التسجيل : 10/10/2007

    أفهم عدوك !! - صفحة 2 Empty رد: أفهم عدوك !!

    مُساهمة من طرف aboadil الجمعة 14 مارس - 12:52

    محاولة جادة لفهم العدو ( 5/5) :
    لماذا ضعفت الأمة ؟

    الدكتور محمد موسى الشريف :
    لماذا ضعفت الأمة :
    الدكتور محمد موسى الشريف ركز على العوامل التي أدت إلى ضعف الأمة وطمع الأعداء بها وحددها في :
    • الابتعاد عن المصادر الأصلية التي تستقي منها العزة والكرامة ، وترسم لها طريقها في الحياة ، وتقيم نظامها ودستورها بها ، وأعني كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
    • توقف عجلة الإبداع والاكتشاف والاختراع منذ نهاية القرن العاشر الهجري.
    • انقطاع الصلة بالأحداث العالمية من مكتشفات ومخترعات وإبداعات في الجوانب الصناعية والتقنية ، مما أدى إلى تأخر كل محاولات اللحاق بالركب العالمي.
    • الظلم الشديد الذي مورس على المسلمين في كثير من الأحيان إلى اهتمامهم بتحصيل رزقهم والابتعاد عن كل مشاركة سياسية ، أو علمية ، وهذا قتل روح الإبداع لديهم وقلل إلى حد كبير قدرتهم على العطاء والبذل.
    • قلة الاستعداد العسكري وعدم الأخذ بقوله تعالى : (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم). ومثال على هذا : لما جاء نابليون بقوة ضخمة لاحتلال مصر كان في الإسكندرية مدفعان عثمانيان عتيقان يدافعان عنها ، أحدهما كان معطلاً !!
    • محدودية حركات الإصلاح ، وعجز أكثرها عند وضع البرنامج المناسب الذي ترتقي به الأمة وتتجاوز مشكلاتها.
    • استشراء ألوان وأصناف من الفساد الإداري والاجتماعي.
    • الحركات الانفصالية التي قامت في جسد الدولة العثمانية وأدت إلى إخفاقها.
    وجود عملاء كثر للغرب من الأقليات غير المسلمة الموجودة في البلاد الإسلامية.
    • عدم اجتماع العالم الإسلامي تحت راية واحدة ، وضياع الخلافة الإسلامية.
    الهجمة الإعلامية الغربية :
    لقد علل الدكتور محمد موسى الشريف موجة الكراهية التي تبثها أجهزة الإعلام الغربية ضد الإسلام بعدة أسباب منها :
    • صد قومهم عن التعرف على محاسن الدين الإسلامي وتنفيرهم منه ، والأجهزة الإعلامية هنا تقوم مقام الاستشراق القديم في تزييفه للحقائق ، وتنفير الغربيين الأوائل من الإسلام والمسلمين.
    • الخوف من تصاعد قوة المسلمين ليشككوهم في دينهم وصلاحيته لكل زمان ومكان.
    • التناغم مع الحملات السياسية والعسكرية الغربية ضد الإسلام والمسلمين ، فذراع الإعلام هو الذراع الأقوى في الهجمة الغربية الصليبية على الإسلام والمسلمين.
    • التمهيد لأهداف اليهود في الاستيلاء على المنطقة وتركيع شعوبها.
    أسباب اعتداء الغرب :
    وحول أسباب العدوان الغربي قال فضيلة الشيخ محمد موسى : إن هناك دوافع عدة منها :
    • دافع اقتصادي بغرض السيطرة على منابع النفط والتحكم في ثروات العالم الإسلامي.
    • بالإضافة للتمهيد لليهود للاستقرار في فلسطين بل التوسع ، وذلك عن طريق القضاء على أية قوة تقف في وجه اليهود ، أو يحتمل أن تقف في المستقبل هذا الموقف.
    • بالإضافة إلى التحكم في اقتصاد العالم العربي ، ومحاولة إفقار هذا الجزء المهم من العالم الإسلامي.
    • القضاء على الحركات الإسلامية أو إضعافها لينفتح الطريق أمام اليهود للعبث في المنطقة.
    • تغيير المناهج التي تعلم الأجيال خطورة اليهود وكفرهم وضلالهم.
    • التحكم في منابر الوعظ والتوجيه في الإعلام والمساجد حتى لا يتفوه واعظ أو عالم مثقف بكلمة تؤثر في اليهود أو تكشف مؤامراتهم.

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 25 نوفمبر - 9:46