إن التاريخ لا يقاس بالمسطرة والبركاد ، والحركة التاريخية تستعصي على الأسر في نمطية محددة والتعامل مع البيئات كلها كما لو كانت (حالة واحدة) بغض النظر عن موقعها في الزمن أو المكان ، يتناقض – ابتداءً – مع منهج الدعوة وطرائقها في عصر الرسالة ، حيث يلاحظ أن صيغ العمل في العصر المكي هي غيرها في العهد المدني ، بل إنها في العهد المكي نفسه كانت تتعامل مع اللحظة التاريخية بصيغ مختلفة ، فكانت هناك سنوات العمل السري ، والنشاط المعلن ، واعتماد الهجرة الموقوتة وسيلة للتخفيف عن الضغط وحماية الذات ، كما أن العهد المدني شهد هو الآخر ، إلى جانب أو بموازاة الخط الجهادي العام ، وخط بناء الدولة الإسلامية ، تغايراً في صيغ العمل ، فكان هناك التحالف المرحلي والصلح الموقوت، والإعلان العام لتصفية الوجود الوثني إلى آخره.
لقد اجتازت الدعوة الإسلامية في عصر الرسالة مراحل شتى بدء ببناء الإنسان المسلم ، مروراً بإقامة دولة الإسلام ، وانتهاء بصياغة التأسيسات الأولى لشبكة الشروط الحضارية التي وضعت الجماعة والأمة المسلمة قبالة العالم بخصائصها المتميزة وفاعليتها التي مكنتها عبر عقود معدودة من الزمن أن تصوغ حضارتها الخاصة بها.
وما لم ننصت جيداً لنداء اللحظة التاريخية ، ونتابع بوعي وتبصر عميقين مواصفات المكان ، ما لم ندرك – ابتداء – أن الحركة التاريخية تنطوي دائماً على الثابت والمتحول معاً ، وأن علينا أن نضع في المنظور كل القطبين ، فإننا سننزلق – شئنا أم أبينا – إلى مواقع الخطأ والهدر ، وسنحكم على أنفسنا كرة أخرى ، بالدوران في الحلقة المفرغة ، حيث العودة بين الحين والآخر إلى نقطة البداية.
إن العديد من الحركات الإسلامية فشل أو تباطأت حركته على أقل تقدير لأنه لم يلتفت لهذه الحقيقة ، أو لم يعرها اهتماماً كبيراً ، فمضى لكي يتعامل بمنطوق الإعداد التربوي مع وضع تاريخي يتطلب جهاداً ، أو أعلن الكفاح المسلح في وضع يتطلب إعداداً تربوياً ، أو نزل تحت الأرض في بيئة تسمح له بالعمل في الهواء الطلق ، أو كشف عن نفسه في ظرف يعد فيه الانكشاف انتحاراً ، أو اصطرع مع خصومه سياسياً بينما كان الأمر يتطلب نشاطاً تثقيفياً أو دعوياً صرفاً أو انعزل في وقت يكون فيه العمل الجبهوي فرصة جيدة .
لقد اجتازت الدعوة الإسلامية في عصر الرسالة مراحل شتى بدء ببناء الإنسان المسلم ، مروراً بإقامة دولة الإسلام ، وانتهاء بصياغة التأسيسات الأولى لشبكة الشروط الحضارية التي وضعت الجماعة والأمة المسلمة قبالة العالم بخصائصها المتميزة وفاعليتها التي مكنتها عبر عقود معدودة من الزمن أن تصوغ حضارتها الخاصة بها.
وما لم ننصت جيداً لنداء اللحظة التاريخية ، ونتابع بوعي وتبصر عميقين مواصفات المكان ، ما لم ندرك – ابتداء – أن الحركة التاريخية تنطوي دائماً على الثابت والمتحول معاً ، وأن علينا أن نضع في المنظور كل القطبين ، فإننا سننزلق – شئنا أم أبينا – إلى مواقع الخطأ والهدر ، وسنحكم على أنفسنا كرة أخرى ، بالدوران في الحلقة المفرغة ، حيث العودة بين الحين والآخر إلى نقطة البداية.
إن العديد من الحركات الإسلامية فشل أو تباطأت حركته على أقل تقدير لأنه لم يلتفت لهذه الحقيقة ، أو لم يعرها اهتماماً كبيراً ، فمضى لكي يتعامل بمنطوق الإعداد التربوي مع وضع تاريخي يتطلب جهاداً ، أو أعلن الكفاح المسلح في وضع يتطلب إعداداً تربوياً ، أو نزل تحت الأرض في بيئة تسمح له بالعمل في الهواء الطلق ، أو كشف عن نفسه في ظرف يعد فيه الانكشاف انتحاراً ، أو اصطرع مع خصومه سياسياً بينما كان الأمر يتطلب نشاطاً تثقيفياً أو دعوياً صرفاً أو انعزل في وقت يكون فيه العمل الجبهوي فرصة جيدة .