ملهم كردفان

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ا


    أفهم عدوك !!

    aboadil
    aboadil
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى


    ذكر عدد الرسائل : 902
    تاريخ التسجيل : 10/10/2007

    أفهم عدوك !! Empty أفهم عدوك !!

    مُساهمة من طرف aboadil الجمعة 14 مارس - 12:06

    أعرف عدوك ..
    تعرض د.طارق سيف في مقال له لهذا النداء عندما كتب قائلاً:-
    يُوجََّه هذا النداء عادة إلى العسكريين حتى يركزوا كل جهودهم الفكرية والقتالية ضد هذا العدو للقضاء على تهديده ومخاطره، ولكننا اليوم أصبحنا في حاجة لأن يعرف كل وطني مخلص غيور على وطنه ومصالحه من هو العدو، بعد أن أصبح العدو داخلنا وفينا ومنَّا، وهو أمر يجب أن يتنبَّه له كل مواطن من شعب لبنان والعراق وفلسطين والسودان، فلم تكن إيران أو إسرائيل أو حتى الولايات المتحدة الأميركية، وكذلك دول الجوار، قادرة على أن تثير الفتنة الداخلية، وتشجع الصراع الداخلي بين موزاييك التركيبة الاجتماعية لشعوب هذه الدول، لولا وجود "العدو الداخلي" من بيئة داخلية مفككة ومناخ سياسي ملوث يسمح لهم بذلك.
    يجب على هذه الشعوب والمجتمعات تحديد عدوها الحقيقي بدقة، والتعرف على أهدافه ومصالحه دون مواربة حتى يمكن مواجهته، والوقوف ضده، والتعاون للقضاء عليه. لقد ظهر "العدو" في شكل صراع على فرض المصالح الشخصية الضيقة لبعض الزعامات وسعيها إلى كرسي السلطة دون أي مبالاة بالوطن ومصالحه العليا، واستبدال روح الوطنية وحقوق المواطنة بمكاسب سياسية رخيصة وآنية، تكون بالتأكيد سبباً للفرقة وتفكك اللحمة الشعبية التي استمرت عقوداً من الزمن، وتمنح الفرصة لتدخل مختلف الأطراف الإقليمية والدولية في الصراعات الداخلية وإدارتها لتحقيق مصالحها على حساب الجميع... الوطن والمواطنين.

    من الواضح أن الكيل قد فاض في لبنان وبات ينذر بحرب أهلية طاحنة، بدأت شرارتها في الاشتعال، وكذلك حال الانقسام بين الأهل في فلسطين الذين ساعدت فرقتهم على قيام إسرائيل بتصفية المقاومة في الضفة الغربية وغزة، وفي السودان حيث الإخوة الأعداء الذين اتفقوا على ألا يتفقوا، أما في العراق فقد بدأت الحرب الأهلية منذ سنوات ولا يعلم نهايتها إلا الله سبحانه وتعالى.

    لم يدرك كثيرون حتى الآن من هو العدو الحقيقي لأوطانهم، لأنهم ربما لو فعلوا ذلك لاستطاعوا الاتفاق على حل مناسب للمأزق الراهن، ولتوصلوا إلى صيغة مناسبة للتعايش السلمي، ولأمكنهم حماية الوطن من التمزق والفرقة، والوقوف ضد المؤامرات الخارجية التي تحاك لهم، وعدم السماح للآخرين بتحقيق مصالحهم بالوكالة عن طريق إذكاء الصراعات الداخلية.

    ليس العسكريون وحدهم هم المطالبين بالتعرف على العدو وتحديد قدراته وإمكانياته ومخاطره ونواياه واتجاهات هجومه، بل بات على كل فرد في المجتمع، مهما كان انتماؤه العرقي والطائفي، أن يتعرف على هذا العدو، لأن معرفته هي المخرج الوحيد من الأزمات والمصائب التي حلت بهذه الدول. ومن عجائب القدر أن الجميع يطالبون بالحل، بل إن بعضهم يعلن في جرأة يُحسد عليها قبوله التسوية السلمية، إلا أنه في الوقت ذاته يتستر تحت شروط ومطالب تصاعدية تعني ضمنياً رفض كل الحلول والتسويات المطروحة، سواء أتت من الداخل أو الخارج، بغض النظر عن مدى عدالتها أو ظلمها، وكان من الأولى بدلاً من طرح المطلب تلو الآخر، والتصعيد المستمر للمواقف بلا سقف محدد، والاعتراض بغرض التسويف، أن تكون هناك وقفة لحساب الذات، وليس جلدها، فهذا الحساب سيقود بالضرورة إلى التعرف على العدو الحقيقي الذي يجب قتاله.
    aboadil
    aboadil
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى


    ذكر عدد الرسائل : 902
    تاريخ التسجيل : 10/10/2007

    أفهم عدوك !! Empty رد: أفهم عدوك !!

    مُساهمة من طرف aboadil الجمعة 14 مارس - 12:08

    من هو العدو الذي يواجه الشعب العراقي واللبناني والفلسطيني والسوداني؟ مع تسليمنا المبدئي بالأعداء الظاهرين والمعروفين، واعترافنا مسبقاً بوجود تدخلات خارجية، فإننا نبحث عن حقيقة أسباب هوان الوطن وتراجع الوطنية الإيجابية والمواطنة الحقة، وضعف الإيمان بأن تعلو المصالح الوطنية العليا على كل ما عداها، وقدسية الحفاظ عليها، وانهيار "مناعة السياسيين الوطنيين" أمام مصالح قوى خارجية، والتحالفات التي بات من الصعب التخلي عنها أو التنصل منها.
    كان انقياد الزعماء الوطنيين في كل هذه الدول وأشباه الدول وراء مصالحهم وطموحاتهم السياسية والسلطوية تحت زعم مقولات التعايش السلمي والحفاظ على الوحدة الوطنية، والعمل على إيجاد تسوية للمحنة بحيث "لا يخرج غالب ولا مغلوب"، وكأن الوطن أصبح "صفقة"، الكل يريد أن يخرج منها مستفيداً.
    الأوطان ليست صفقات تتم المقايضة عليها، والسيادة القومية لا تقبل المساومة، لكن الوضع في هذه الدول العربية وسلوك زعمائها السياسيين، قد جعل من الوطن "سلعة" يسعى الجميع إلى الاستفادة من بيعها لمن يملك الثمن، على أمل أن يصل إلى السلطة والسطوة. فالتصريحات التي تدور في العلن، تشير في ظاهرها إلى البحث عن مخرج، في حين أن الاتفاقات التي تتم في الظلام، والأحاديث التي تجري في الخفاء، تؤكد أن العدو الرئيسي هم أصحاب المصالح الشخصية، وهي مصالح تحمل في طياتها "أعمال مقاولات من الباطن"، أصحابها الحقيقيون خارج حدود الوطن.
    والتهديدات تنطلق جزافاً، فالسيد مقتدى الصدر في العراق يهدد بإعادة تفعيل "جيش المهدي" بعد تجميد نشاطه العسكري، وحدد مهلة لحسم هذا الأمر، تحت زعم الحفاظ على مكاسب شيعة العراق، ما ينذر بعودة مشاركته في القتال الدائر بين العراقيين، ويزيد من الخسائر.
    والغريب أن السيد حسن نصرالله في لبنان يهدد في الوقت ذاته بتفعيل النشاط العسكري لـ"حزب الله"، بزعم الانتقام لمقتل عماد مغنية من جانب، وإثبات القدرة على قتال إسرائيل من جانب آخر، مع التأكيد على أن القدرة العسكرية لـ"حزب الله" قد أصبحت أقوى من ذي قبل، وهذا يعني تهديداً ضمنياً لكل من سيحاول الوقوف أمام طموحات الزعيم، وينذر بعودة القتال إلى شوارع لبنان.
    وهذه التصريحات لا تختلف كثيراً عمَّا يصرِّح به زعماء "حماس" و"فتح" وفصائل دارفور، وكأن الجميع قد اتفق على "صفقة الوطن"، ومن ثم يصبح التواطؤ سهلاً بين الأعداء الخارجيين للمشاركة في الصفقة.
    لقد هان الوطن تحت وطأة ضياع المصالح الوطنية، وفقدان الأمل في التوصل إلى حل، وبات المجتمع مفتوحاً على كل الاحتمالات، وليس أقلها التفتت والانقسام، بعد أن انطلقت طيور الظلام في الداخل والخارج تعبث بكل القيم والروابط المجتمعية.
    إن الدرس الذي يجب أن نخرج به من المحنة الراهنة، هو ضرورة تشخيص الوضع وتحديد العدو الحقيقي المستفيد من تداعيات هذه المحنة، وإذا كان البعض سيوجِّه أصابعه إلى الخارج، فإننا نقول له إن "الوكلاء" المخفيين في الداخل هم العدو، لأنهم سمحوا لأنفسهم بأن يكونوا الأيدي التي تنفذ ما يريده الخارج. وهنا لا نتهم أحداً بالعمالة، ولكن نرغب بصدق في أن تكون المصالح العليا للأوطان وسيادتها والحفاظ على تماسكها الداخلي، هي الراية التي يجب أن يعمل تحتها كل وطني غيور على وطنه.
    يجب أن يتوقف الجميع عن كيل الاتهامات وتبادل التهديدات، وليتذكروا أنها مُوجَّهة إلى أهلهم وشركائهم في الوطن، وإلى المواطن المسالم الذي يبحث عن حياة آمنة في وطن آمن.
    إن اللقاءات والمشاورات والمبادرات، لن تسفر عن شيء طالما لم نستطع التغلب على عدونا الحقيقي الذي يكمن في داخلنا ويدفعنا إلى السلطة، فأحياناً تغرُّنا الشعارات وتغرينا الخطب النارية، ونصدق أن ما نفعله لصالح الوطن، ولا نتوقف لنسأل أنفسنا عما سنفعله بأوطاننا لو أصر كل منا على موقفه.
    هل آن الأوان لنواجه عدونا الحقيقي أولاً؟ وهل حان الوقت لفك اشتباكنا مع المصالح الخارجية والتركيز على مصالح الوطن العليا؟
    aboadil
    aboadil
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى


    ذكر عدد الرسائل : 902
    تاريخ التسجيل : 10/10/2007

    أفهم عدوك !! Empty رد: أفهم عدوك !!

    مُساهمة من طرف aboadil الجمعة 14 مارس - 12:11

    بصراحة أوردت هذا المقال تمهيداً لسلسلة من المقالات نشرت بمجلة المنار .. والتي إتخذت لها عنوان : محاولة جادة لفهم العدو
    أرجو أن تكون تلك المنقولات ذات فائدة و معمقة لإدراكنا لما يدور حولنا
    ...


    عدل سابقا من قبل aboadil في الجمعة 14 مارس - 12:25 عدل 2 مرات
    aboadil
    aboadil
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى


    ذكر عدد الرسائل : 902
    تاريخ التسجيل : 10/10/2007

    أفهم عدوك !! Empty رد: أفهم عدوك !!

    مُساهمة من طرف aboadil الجمعة 14 مارس - 12:13

    مجلة المنار ، العدد 68 ، ربيع الأول 1424هـ
    محاولة جادة لفهم العدو ( 1/5) :
    القوى المسيطرة على القرار السياسي في أمريكا

    بعد أن فشلنا في تحكيم شرع الله بين أظهرنا ، كان طبيعياً أن يطمع بنا الأعداء ، ويتداعوا علينا ، كما تتداعى الأكلة على قصتها ، فالظلم والاضطهاد والغاء الآخر ، واتباع الأعداء وطرح النظريات المتخلفة كبديل عن الإسلام ، كل ذلك شكل أرضية خصبة لقبول الاحتلال والإذلال . ولقد قصرنا في فهم الواقع ومتطلبات العصر وما زلنا نفتقد إلى نظريات واضحة لإدارة الحضارة المعاصرة التي تدين لنا بما هي فيه من رخاء ، ولكن الإشكال في أن نستخرج من كنوز حضارتنا ما ينفع العصر في جهد يحثي جاد.
    لقد انتشر بيننا المؤمركون وأصحاب الأفكار الغربية فداخوا وأضلوا وقادو الأمة من فشل إلى آخر ، ولما أدرك الشارع المسلم عقم هذه الأفكار كانوا قد استولوا على مقدرات الأمة فزجوا بالناس في السجون واغتالوا فيهم الإبداع والإحساس بكرامة الإنسان وعندما زاد الوعي لدرجة أصبحت تهدد به الشعوب مصالح الغرب المحروس من هؤلاء العلمانيين التائهين شعروا بأنهم غير قادرين على حماية مصالحهم فبدأوا بإزالتهم وتغيير خريطة المنطقة بحجة تحرير الجماهير وهكذا ما زلنا ندور في دائرة مفرغة حتى نعي ما نريد وفق ما أراد رب العزة والجلالة ونبدأ بالتطبيق حينئذ فقط ستكون قد بدأنا المسير في الاتجاه الصحيح.


    عدل سابقا من قبل aboadil في الجمعة 14 مارس - 12:22 عدل 1 مرات
    aboadil
    aboadil
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى


    ذكر عدد الرسائل : 902
    تاريخ التسجيل : 10/10/2007

    أفهم عدوك !! Empty رد: أفهم عدوك !!

    مُساهمة من طرف aboadil الجمعة 14 مارس - 12:14

    الدكتورة سهيلة زين العابدين :
    الكاتبة والداعية الدكتورة سهيلة زين العابدين فقد كتبت لنا عن علاقة اليهود باليمين المسيحي وسيطرة اليهود على القرار الأمريكي فقالت : يرجع عداء الغرب المسيحي للإسلام إلى بدء ظهوره ، وقد كان لليهود دور كبير في بذر بذور هذا العداء ، وإشعال فتيله في الحروب الصليبية وفي إسقاط الخلافة العثمانية ، لقد جاءت أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001م لتأجيج العدوان على الإسلام للقضاء على الإسلام ضمن مخطط تقويض الأديان كما جاء نصه في البروتوكول الرابع عشر : (عندما نصبح حكاماً ، سنعتبر وجود أية ديانة باستثناء ديانتنا أمراً غير مرغوب فيه ، معلنين وجود إله واحد ، يرتبط به مصيرنا بوصفنا شعب الله المختار الذي جعل من مصيرنا شيئاً مرتبطاً بمصير العالم ، وعلينا لهذا السبب أن ندمر جميع الديانات الأخرى.
    إن اليهود الصهاينة همالذين خططوا لاحتلال العراق ، وتغيير خريطة المنطقة . قد يقول قائل : كيف يستطيع اليهود تسيير الغرب المسيحي ضد الإسلام وفق مصالحهم والقيام بحروب من أجل تحقيق أهداف اليهود ومخططاتهم ؟
    aboadil
    aboadil
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى


    ذكر عدد الرسائل : 902
    تاريخ التسجيل : 10/10/2007

    أفهم عدوك !! Empty رد: أفهم عدوك !!

    مُساهمة من طرف aboadil الجمعة 14 مارس - 12:14

    يجيب عن هذا السؤال المؤرخ البريطاني (أرنولد توينبي) في تحليله للشخصية اليهودية ، ومدى سيطرة الفكر اليهودي على الإنسان المسيحي ، ويوضح هذا في كتابه (مشكلة اليهودية العالمية) فيقول : (وهم يعتبرون غيرهم أقل منهم منزلة ، وأنهم الشعب المختار ، أما شعوب العالم فهي في مركز منحط يطلقون على أفرادها كلمة (الأميين) وهم بتعبير الشاعر البريطاني كيلينج Kippling سلالات دنيا لا شريعة لها) .
    ثم يقول : ( وتقبلت الكنيسة المسيحية دون مناقشة تفسير اليهود لتاريخهم كما ورد في التوراة ، بما تضمه بين طياتها من المطاعن ضد الشعوب التي احتكوا بها كالفينيقيين ، والفلسطينيين ، والآرمويين ، والموابين ، والمعمورين ، والدمشقيين ، وانفرد اليهود في الميدان بإقدامهم على رفع سجل تاريخهم إلى منزلة التقديس ، ونجاحهم نجاحاً لا يبارى في إيهام مئات الملايين من البشر على مدى الأحقاب ، ومن الناحية الأخرى لا يوجد لأعداء اليهود القدامى من ينهض للدفاع عن قضيتهم إلا أصوات العلماء والباحثين الخافتة ، وتعتبر المذاهب المسيحية على اختلافها التاريخ اليهودي تاريخاً مقدساً للمسيح ، ومهما يكن نصيب الفرد المسيحي من الاستفادة الفكرية ، ومقدار تحرره الذهني ، فيصعب عليه بمكان أن يتخلص من التراث اليهودي في المسيحية ، لأنه كامن في شعوره الباطني ، ويوجه مسار تفكيره ، وبالتالي فإذا كانت الكشوف الأثرية تهدم ادعاءات اليهود ، وتلقي أضواء صادقة على المجتمعات الأخرى ، فما برحت جمهرة المسيحيين تأخذ التاريخ اليهودي كما ورد في التوراة قضية مسلماً بها).
    aboadil
    aboadil
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى


    ذكر عدد الرسائل : 902
    تاريخ التسجيل : 10/10/2007

    أفهم عدوك !! Empty رد: أفهم عدوك !!

    مُساهمة من طرف aboadil الجمعة 14 مارس - 12:15

    فاليهود مسيطرون على العقلية المسيحية دينياً ، كما هم مسيطرون عليها سياسياً واقتصادياً وإعلاميا ، ويكفي أنهم قاموا بتحريف الديانة المسيحية بعدما حولوها من ديانة خاصة ببني إسرائيل إلى ديانة عامة ، وكلام المسيح عليه السلام واضح بهذا الصدد في إنجيل متى الإصحاح 15 آية 24 ( لم أرسل إلا لخراف بني إسرائيل الضالة) كما أن عقيدة التثليث لم توجد أصلاً في المسيحية القائمة على عقيدة التوحيد وإنما أوجدها بولس ( شاؤول اليهودي).
    والأناجيل الأربعة والمعتمدة عند المسيحيين ( مرقص ، يوحنا ، ومتى ، ولوقا) وأيضا إنجيل برنابا تقر بعقيدة التوحيد ، وأن عيسى عليه السلام عبد الله ورسوله ، وليس إلهاً ولا ابناً للآلهة وأنه رسول بني إسرائيل فقط ، فقد روى مرقص على لسان عيس عليه السلام في الإصحاح الاثنى عشر الآيتين 30 ، 31 ( الرب إلهنا إله واحد وليس آخر سواه) ، ويروي متى عن عيسى عليه السلام قوله : ( إن أباكم واحد الذي في السماوات) إصحاح 32 آية 8 ، وجاء في إنجيل يوحنا أن المسيح عليه السلام قال في دعائه : ( إن الحياة الدائمة إنما توجب للناس أن يشهدوا أنك أنت الله الواحد الحق ، وأنك أرسلت اليسوع المسيح) ، وجاء في أنجيل لوقا (أن عيسى رسول الله وليس أكثر من رسول ، وقد خرج نبي عظيم).
    وعلينا أن نلاحظ أن ما يكل هارت يعتبر بولس من مؤسسي المسيحية ، فقد قسم فضل تأسيس المسيحية بين كل من القديس بولس وبين عيسى عليه السلام ، ويرجع الفضل الأكبر لبولس ، بل يعتبره المؤسس الحقيقي للمسيحية وليس عيسى عليه السلام ، ويرى أنه يتفوق بأنه كتب أناجيل أكثر مما كتب أي من الحواريين ، بينما لم يكتب عيسى كلمة واحدة ، ويشير إلى أن بولس يهودي الأصل دخل المسيحية لتدميرها.
    aboadil
    aboadil
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى


    ذكر عدد الرسائل : 902
    تاريخ التسجيل : 10/10/2007

    أفهم عدوك !! Empty رد: أفهم عدوك !!

    مُساهمة من طرف aboadil الجمعة 14 مارس - 12:15

    هذا ولقد طرحت عقيدة التثليث التي جاء بها بولس (اليهودي الأصل) في المجامع الكنسية واستقر الأمر عليها بعد مجمع نيقيا الذي عقد في عام 325م ، وكان المسيحيون قبله مختلفون في هذه العقيدة ، فمنهم من كان يؤمن بالتوحيد ويدعو إليه ، وينكر ألوهية المسيح وعقيدة التثليث ، ويشن الحرب على بولس وأتباعه ، ويتهمه بأنه أفسد الديانة المسيحية بعد أن عجز عن القضاء عليها بالسيف والسلطان فدخل في المسيحية وأخرجها من التوحيد إلى الوثنية.
    لقد دار نقاش طويل حول الأقانيم الثلاثة ، وقد أصدر سبعة من علماء اللاهوت البريطانيين كتاباً عام 1977 م ، تحت عنوان the myth of god incarenate وترجمته( أسطورة التجسيد الإلهي ) والمقصود بها أسطورة تجسيد الإله في السيد المسيح ، وهي الدعوة التي تستند إليها مسيحية الغرب في دعوى البنوة والتثليث ، وأجمع هؤلاء العلماء أن دعوى تجسيد الله سبحانه وتعالى في جسد المسيح دعوى غير حقيقية وباطلة ولا يسندها شيء من المنطق ، بل لا تعدو أن تكون أسطورة مقحومة على الفكر المسيحي مأخوذة من الفكر اليهودي والتراث الوثني الإغريقي.
    مما تقدم يتضح لنا الخلفية التاريخية والعقدية التي ينطلق منها الغرب لمحاربة الإسلام ، الأمر الذي يبين لنا البعد العقدي في العلاقة بين اليهود والنصارى في الحرب المعلنة ضد الإسلام.
    aboadil
    aboadil
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى


    ذكر عدد الرسائل : 902
    تاريخ التسجيل : 10/10/2007

    أفهم عدوك !! Empty رد: أفهم عدوك !!

    مُساهمة من طرف aboadil الجمعة 14 مارس - 12:16

    حركة الاستشراق بداية العدوان :
    لقد عمدت البابوية إلى إنشاء حركة الاستشراق منذ انعقاد مجمع فينا الكنسي (1311 – 1312م) ؛ وذلك نزولاً على قرار البابا إكليمنص الخامس (16) ، إذ أوصى بتأسيس كراسي الأستاذية للعربية واليونانية والعبرية والسريانية في جامعات باريس وأكسفورد ، وبولونيا وغيرها.
    ويرى ايرنست باركرE. Barker أن اجتياز المسيحية اللاتينية ما وراء البحار لمحاربة الإسلام تعد مرحلة تاريخية هامة ذات أبعاد خطيرة سعى الاستشراق البدائي لتصويرها بشكل معاكس يؤكد على انتصار الغرب المنهزم ، وهزيمة الشرق المنتصر. لقد جسد المشروع الصليبي عصبية الغرب تجاه الإسلام إذ يعتبر توماس أرنولد الحروب الصليبية بمثابة ( حركة روحية) ووصفها بأنها عبارة عن حرب مقدسة ، حرب عادلة عند رجال الدين من الوجهة النظرية ، فضلاً عن أنها حرب مباركة عند رجال الدين ، من الوجهة النظرية ، فضلاً عن أنها حرب مباركة يصح أن يعول الناس مصائرهم عليها ، بينما يرى المستشرق الروسي (إليكسي فاسيلينتس جورافسكي) أن التصورات الأوربية عن الإسلام قد تشكلت ما بين القرنين الثاني عشر والرابع عشر للميلاد ، في كثير من جوانبها وخطوطها الكبرى على خلفية التفسير المسيحي الشرقي للعقيدة الإسلامية ، مشيراً في ذلك إلى مؤلفات (يوحنا الدمشقي) التي ناقش فيها الإسلام كبدعة ، وأن المسلمين لا يعتقدون بألوهية المسيح وصلبه ، وأن يوحنا يرفض أن محمداً صلى الله عليه وسلم نبي الله وهو خاتم المرسلين ، وأن القرآن كلمة الله المنزلة إلى محمد صلى الله عليه وسلم من السماء : إذ يرى أن سلسلة الرسالات النبوية ختمت بيوحنا المعمدان (20) ولم تكن الكوميديا الإلهية لدانتس الإيطالي وقصائد لوجيت الإنجليزي سوى أمثلة على تلك العصبية الغربية التي وضعت الإسلام أمام محاكمة تاريخية ، ودعت إلى إعدامه ونفيه خارج عقل الغرب وروحه.
    ومن الملاحظ أن الدراسات المتعلقة بالإسلام والمسلمين هي فقط التي تتسم بالتحيز والتعصب والغضب ، بينما لا نجد ذلك في الديانات الأخرى كالبوذية مثلا أو المجوسية أو اليهودية .
    هذا إحدى الملاحظات التي سجلها إدوارد سعيد ، وكما نعلم فإن الدكتور إدوارد مسيحي الديانة ، ودليل قاطع على أننا لا نبالغ نحن المسلمون بقولنا إن هناك حقداً دفينا من الغرب المسيحي ضد الإسلام.
    وملاحظات كهذه جديرة بالانتباه كما يقول الدكتور أكرم العمري خاصة إذا رجعنا إلى الاستشراق في بداية نشاطه ، لأن بداياته الأولى ترجع إلى فترات مبكرة ، وترتبط بقصة الصراع بين المسلمين والغرب من خلال فتح الأندلس والحروب الصليبية والصراع في صقلية وجنوب أوروبا ، الأمر الذي جعل الإسلام يحتك بصورة مباشرة بالنصرانية التي كانت مؤسساتها الكنسية تسود العالم الغربي ، وكانت هي التي تتوج الأباطرة والملوك مما دفع عدداً من القساوسة لدراسة الإسلام ، في منهج يتسم بالتشنج والعاطفية والانطباعات الشخصية.
    aboadil
    aboadil
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى


    ذكر عدد الرسائل : 902
    تاريخ التسجيل : 10/10/2007

    أفهم عدوك !! Empty رد: أفهم عدوك !!

    مُساهمة من طرف aboadil الجمعة 14 مارس - 12:17

    ولعل من أهم أسباب تحامل الغرب على الإسلام أن أوروبا كانت تخشى من وعي علمائها وطلبتها لطبيعة الفكر الإسلامي الذي صحح ما في الحضارة اليونانية وأضاف عليها الكثير فخشي الرهبان من احتكاك الطلبة القادمين من أوروبا إلى الأندلس لتلقي العلم بالبيئة الإسلامية ، ومن هنا نشأت مراكز الدراسات الاستشراقية المختلفة في أوروبا بإذن من الباباوات وبتنسيق المجالس الكنسية ، ووضعت في كمبردج واكسفورد ، وفي مراكز أخرى مثل ألمانيا.
    وهذا دليل قاطع على أن الاستشراق قام لهدف ديني في المقام الأول ، ولكن هذا لا يمنع من وجود أهداف أخرى دنيوية وفي مقدمتها الأهداف السياسية والاقتصادية ويوضح هذا تقرير المراجع الأكاديمية المسؤولة في جامعة كمبردج بالنسبة إلى إنشاء كرسي اللغة العربية فيها ، فقد قررت هذه المراجع في خطاب مؤرخ في 9 مارس سنة 1636م ، وموجه إلى مؤسس هذا الكرسي جاء فيه: ونحن ندرك أننا لا نهدف من هذا العمل الاقتراب من الأدب الجيد بإلقاء الضوء على المعرفة ، المحتبسة في نطاق هذه اللغة التي نسعى لتعلمها ، ولكننا نهدف أيضاً إلى تقديم خدمة نافعة إلى الملك والدولة عن طريق تجارتنا مع الأقطار الشرقية وإلى تمجيد الله بتوسع حدود الكنيسة والدعوة إلى الديانة النصرانية بين هؤلاء الذين يعيشون في الظلمات.
    ومما يؤكد أن الهدف الديني كان في مقدمة أهداف نشأة الاستشراق أن أول جالس على كرسي اللغة العربية في جامعة كمبردك أعد مشروعاً - لم يكتمل تنفيذه- لتفنيد القرآن الكريم.
    aboadil
    aboadil
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى


    ذكر عدد الرسائل : 902
    تاريخ التسجيل : 10/10/2007

    أفهم عدوك !! Empty رد: أفهم عدوك !!

    مُساهمة من طرف aboadil الجمعة 14 مارس - 12:17

    وهذا الموقف العدائي للإسلام من قبل الغرب المسيحي مستمر حتى الآن : إذ أعلن الباب يوحنا الثاني في المجمع المسكوني الذي عقد في الفترة من 1965 – 1962 أنهم سيعملون من أجل استقبال الألفية الثالثة بلا إسلام ، وأعلن المؤتمرون في مؤتمر التنصير الذي عقد في كلورادو بالولايات المتحدة عام 1978م أن الحضارة الإسلامية شر برمتها ينبغي اقتلاعها من جذورها ، وأن كلمتا مسجد ومسلم تستفزهم ، وأن الحوار الإسلامي المسيحي أحد وسائل تنصير المسلمين ، كما أعلن نائب الرئيس الأمريكي في احتفال الأكاديمية البحرية في ميرلاند عام 1992م أنهم أخيفوا في القرن العشرين بثلاث تيارات هي : النازية والشيوعية والأصولية الإسلامية ، وقد تمكنوا من القضاء على النازية والشيوعية ، وبقيت الأصولية الإسلامية ، إذ ما أعلنه الرئيس جورج بوش بأن حربه على الإرهاب حرب صليبية لم تكن زلة لسان .
    والذي يؤكد أن الحرب التي أعلنتها الإدارة الأمريكية على الإرهاب هي حرب صليبية تستهدف الإسلام وتنصير المسلمين ما نشرته صحيفة (الأسبوع) في عددها 319 بتاريخ 12 صفر 1424هـ الموافق 14 إبريل 2003 عن (النيورك تايمز) الأمريكية بتاريخ يوم السبت الموافق الخامس من إبريل الحالي تحت عنوان (في انتظار تقديم الدعم للعراق) كتب الصحفي الأمريكي لوري جورستينم يقول : إن الجماعات التنصيرية المسيحية التي سبق لقادتها وزعمائها الهجوم ، والتطاول على الدين الإسلامي تقف ضمن جماعات تقديم المساعدات على الحدود الكويتية العراقية حاملة معها المعونات والرسالة الإنجيلية لدولة العراق ذات الأغلبية المسلمة الساحقة ، فوجود أعضاء تلك الجماعات التنصيرية ضمن جماعات تقديم المعونات الأمريكية للشعب العراقي فضح شدة نفوذها على سياسات إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش وصبغ عدوانه على العراق بصبغة الحروب الصليبية والسعي نحو تنصير دولة مسلمة ، وأدى هذا لإثارة الجدل داخل المجتمع الأمريكي ، وقد ذكر ممثلو الكنيسة المعمدانية أنه منذ بدأت الحرب الأمريكية على العراق تطوع نحو 800 مبشر من خلال مجلسها التبشيري لتقديم الدعم الروحي والمادي للشعب العراقي ومن بين هؤلاء المبشرين فرانكلين جراهام الذي دشن حفل تنصيب جورج بوش رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية ووالده بيل جراهام الذي أثار عاصفة داخل المجتمعات الإسلامية العام الماضي عندما وصف النبي محمداً بأنه إرهابي ، ووثني ، وكلاهما الآن في الكويت لتقديم الماء المطهر والمعدات الطبية والأدوية لأبناء الشعب العراقي حيث اتخذ أعضاء تلك الجماعات من الكويت قاعدة لهم .
    aboadil
    aboadil
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى


    ذكر عدد الرسائل : 902
    تاريخ التسجيل : 10/10/2007

    أفهم عدوك !! Empty رد: أفهم عدوك !!

    مُساهمة من طرف aboadil الجمعة 14 مارس - 12:18

    أما فرانكلين جراهام فقد أثار هو الآخر الجدل داخل الدول الإسلامية العام الماضي من خلال كتاب نشره وعدد من اللقاءات التلفزيونية التي أجريت معه وصف فيها الدين الإسلامي بالشر والإرهاب والعنف.
    إن أعضاء الجماعات التبشيرية يشعرون بأنهم يحملون فوق أكتافهم مسؤولية تحقيق النظام في العالم كله وأنهم لا بد أن يوصلوا رسالة المسيح إلى بلدان العالم الإسلامي وفي إطار تحقيق ذلك طور المبشرون من أساليبهم التنصيرية فلم تعد تلك الأساليب قاصرة على تقديم الخبز والإغراءات لإقناع غير المسيحيين بالارتداد عن دينهم حيث يعلق مارك كيلي المتحدث باسم المجلس التبشيري للكنيسة المعمدانية بقوله : إن المبشرين التنصيريين تحركهم دوافع حب الرب كما تحركهم الرغبة لجعل الآخرين يفهمون أن الرب يحبهم ويريد إقامة علاقة شخصية معهم .. في حين يعلق فرانكلين جراهام بقوله : لقد جئت إلى هنا تمهيداً لدخول العراق فرغم أن نسبة المسلمين في العراق تشكل 97% من إجمالي تعداد السكان إلا أننا يجب ألا ننسى أن المسيحية سبقت الإسلام في دخول العراق ، إنني هنا لدعم مسيحيي العراق لكننا في الوقت ذاته نخطط لتقديم الدعم للمسلمين ، لكن كلام فرانكلين ليس مقنعاً حيث إن تلك الجماعات التبشيرية استغلت تعاقداتها الحكومية والدعم الحكومي لها في تنفيذ مشروعات تنصيرية حتى أنها خصصت 194مليون دولار للتنصير هذا العام وحده.
    aboadil
    aboadil
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى


    ذكر عدد الرسائل : 902
    تاريخ التسجيل : 10/10/2007

    أفهم عدوك !! Empty رد: أفهم عدوك !!

    مُساهمة من طرف aboadil الجمعة 14 مارس - 12:18

    وحول نزاعات جورج بوش الدينية التنصيرية نشرة جريدة نيويورك تايمز في عددها الصادر بتاريخ السادس من إبريل الحالي مقالا جاء فيه: من جديد تثير لغة الخطاب الديني للرئيس جورج بوش أزمة فالرئيس الأمريكي بوش لا يخفي معتقداته المسيحية التنصيرية في القرارات التي يتخذها فهو لم يتردد في الربط بين تلك المعتقدات وحربه على العراق ، وهو ما لفت نظر المعارضين لسياسة شن بوش للحرب على العراق، حيث يعبر هؤلاء المعارضون عن قلقهم من أن فكرة التنصير أصبحت مهيمنة على كل تفكير بوش والذي يقسم العالم ببساطة إلى معسكرين معسكر الخير ومعسكر الشر، وأهم ما يشغل بوش هو الظهور بمظهر المسيحي النقي المتمسك بالتعاليم المسيحية والمبادئ التنصيرية التبشيرية وهو نفس ما ينطبق على باقي أعضاء إدارته ممن يعدون واضعي سيناريو الحرب ضد العراق من أمثال ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي وزير الدفاع دونالد رامسفيلد ونائب وزير الدفاع بول وولفوتيز إضافة لوزير الخارجية كولن باول ومستشارة الرئيس الأمريكي للأمن القومي كونداليزا رايس مما جعل معارضي تلك الإدارة يتهمونها بأنها تتأثر في سياستها بالمعتقدات الدينية ويفصلون أمريكا وسياساتها عن كونها دولة علمانية ، فالسيد باول يصف نفسه بأنه عاشق للطقوس الكنسية المسيحية الصهيونية ، والسيدة كونداليزا رايس والدها كان قسيساً بإحدى كنائس المسيحية الصهيونية بولاية الاباما.. أما نائبه ديك تشيني فمؤمن بنفس المنهج التبشيري للرئيس جورج بوش والقائم على فكرة أن الطريق إلى التبشير يبدأ بالمدفع والإنجيل ، ونفس الأمر ينطبق على وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد في حين تؤثر ديانة بول وولفوتيز نائب وزير الدفاع اليهودية على توجهاتهم السياسية مما دفع بعض المراقبين للقول إن السياسة الخارجية للإدارة الأمريكية الحالية تتم صياغتها والتعبير عنها طبقاً للمعتقدات التنصيرية وتقسيم العالم إلى مؤمنين ووثنيين ، وهو نفس ما عبر عنه السيد كابلان في كتابه سياسة المحاربين والذي أكد في حوار أخير له بشأن الحرب الأمريكية على العراق بأنها حرب جيدة من أجل الخير ، ومما لا شك فيه أن هذا الفكر التبشيري ألقى بظلاله على شخصية جورج بوش والذي قال عن القس بيل جراهام المعروف بتوجهاته التنصيرية : إنه الرجل الذي قادني إلى الرب ، وهو نفس الرجل الذي جعل من جورج بوش شخصا حريصا على القراءة يوميا في كتاب للقس أوزوالد شامبرز الذي سبق أن وصفته مجلة نيوزويك بأنه مات عام 1917 وهو يعظ الجنود البريطانيين والاستراليين بالزحف إلى القدس وانتزاعها من المسلمين.
    aboadil
    aboadil
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى


    ذكر عدد الرسائل : 902
    تاريخ التسجيل : 10/10/2007

    أفهم عدوك !! Empty رد: أفهم عدوك !!

    مُساهمة من طرف aboadil الجمعة 14 مارس - 12:19

    فالهدف من المخطط الصهيوني الأمريكي لدول العالم الإسلامي ، وتغيير خريطته ، وإخضاعه للهيمنة الصهيونية الأمريكية هدف ديني في المقام الأول ، يستهدف القضاء على الإسلام ، وما رأيناه عند دخول القوات الأمريكية والبريطانية إلى العراق وتحريضها للمجرمين واللصوص وقطاع الطرق على السلب والنهب والتخريب والحرق خاصة المتاحف والمكتبات والجامعات والمؤسسات العلمية ، وإشاعة الفوضى له أسباب كثيرة منها إفقاد الشعب العراقي تاريخه وهويته الثقافية ، ومنها اقتصادي لرفع فاتورة إعمار العراق التي ستتولاها الشركات الأمريكية ، ولتصوير الشعب العراقي أنه شعب همجي بربري يحتاج إلى حكم عسكري صارم للحفاظ على الأمن ، ولجعل الشعب العراقي نفسه يطالب السلطات الأمريكية بحفظ الأمن لينال الشرعية المفتقدة لحكمه للعراق ، وأخيراً ليقنع بوش نفسه أن حقق نبوءة النبي إشعيا الواردة في الإصحاح الثالث عشر من سفر النبي أشعيا بن آموس ، والذي ينص على ظهور الهدف الديني والغاية الأساسية من هذا الغزو ، وهو اعتقاد (جورج بوش) بأنه قد حقق ما جاء في نبؤوة أشعيا التي نص عليها الإصحاح (13) من سفر النبي أشعيا بن آموس ، ففي هذا الإصحاح تنبأ أشعياء بخراب بابل (العراق) ، وأن جيوش الأمم سوف تأتي من كل مكان من الأرض والسماء لتقضي على كل شيء ، وأن بابل (العراق) سوف تلقى مصير مدينتي الفساد : سودوم وعمورة وسوف تظلم السماء فلا نرى الشمس والقمر والأطفال يموتون البيوت المنهوبة تسكناه البوم والذئاب ، فهذا هو الخراب المكتوب على بابل التي كانت (بهاء المماليك) فلم تكن زلة لسان من الرئيس بوش بأنها حرب صليبية! فهو يؤمن بأنه مبعوث العناية الإلهية لتحقيق رؤيا النبي أشعياء ونبوءة العراق نوسترداموس بخراب العراق.
    وهو مؤمن بالنصر على جيوش بابل إيمانه بالفوز في الانتخابات المقبلة ، وكلنا يعرف أن اليهود حرفوا في توراتهم ، وهذه النبوة من تحريف اليهود ، ليبرروا لأنفسهم تخريب العراق وتدميرها.
    aboadil
    aboadil
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى


    ذكر عدد الرسائل : 902
    تاريخ التسجيل : 10/10/2007

    أفهم عدوك !! Empty رد: أفهم عدوك !!

    مُساهمة من طرف aboadil الجمعة 14 مارس - 12:19

    القوى المسيطرة على القرار السياسي في الولايات المتحدة الأمريكية :
    مما يجري الآن في الولايات المتحدة يظهر لنا أن هناك أربع قوى أساسية تسيطر على القرار السياسي ، والمجموعة الأولى : صقور المحافظين في الإدارة الأميركية ، والمجموعة الثانية : اللوبي اليهودي المسيحي المتصهين ، وهو جناح يدعي أنه مسيحي ، وأخيراً هناك شركات النفط ، وشركات السلاح التي يمتلكها صناع القرار الأمريكي ، وهذه المجموعات الأربع لها مراكز أبحاث وصحف وصحفيين مثل السيد فريدمان الصهيوني في جريدة (نيويورك التايمز) الأمريكية التي يملكها أحد اليهود الصهاينة ، وهم يعبرون عن مصالحها ، وهؤلاء هم الذين يتحكمون في القرار السياسي ، وكلنا يعرف مدى سيطرة اليهود الصهاينة على الإعلام الغربي بصورة عامة ، والإعلام الأمريكي بصورة خاصة، أما الشعب الأمريكي فهو يتعرض لعملية تجهيل وتضليل وغسل دماغ من قبل الإعلام الصهيو أمريكي بالقدر الذي يجعل هذا الشعب يؤيد كل مخططاتهم الاستعمارية بدعوى محاربة الإرهاب وحماية حقوق الإنسان المهدرة في هذه الدول وتحرير الشعوب المضطهدة وإحلال الديمقراطية محل الظلم والاستبداد.
    aboadil
    aboadil
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى


    ذكر عدد الرسائل : 902
    تاريخ التسجيل : 10/10/2007

    أفهم عدوك !! Empty رد: أفهم عدوك !!

    مُساهمة من طرف aboadil الجمعة 14 مارس - 12:20

    اللوبي اليميني الصهيوني يدفع بالإدارة الأميركية لتأجيج الصراع :
    هذا وقد نشر الكاتب الأمريكي (مارك وبر) تقريراً على موقع Reports نشرته (الخليج) الإماراتية في 15 أكتوبر عام 2002م يقول فيه : أن اللوبي الصهيوني في الإدارة الأمريكية هو الذي يدفع بالحرب ضد العراق لمصلحة إسرائيل . وفي 26 سبتمبر الماضي نشرت صحيفة (الحياة) تقريراً عن نيويورك الأمريكية (New York Review of books) نشرته في نفس اليوم قالت فيه: إن اللوبي المحيط ببوش يحضه على قتال العراق لأن إحاطة صدام هي التي سوف تمكن إسرائيل من اختيار السلام الذي تريد في المنطقة ، فالأمر ليس بيد بوش ، وإدارته الحالية مكونة من يهود صهاينة وإسرائيليون يحملون الجنسية الإسرائيلية مثل : (ريتشارد بيرل) أحد مستشاري سياسة بوش الخارجية وهو مهندس حرب العراق والمخطط لها ، ورئيس مجلس سياسة الدفاع في البنتاجون معه جنسية إسرائيلية، (بول وولفوريتس) نائب وزير الدفاع أحد أصدقاء (بيرل) المقربين ، (دوجلاس فيس) مساعد مستشار السياسة والدفاع في البنتاجون أيضاً يهودي ، (إدوار لوك) عضو فريق أبحاث الأمن القومي في وزارة الدفاع ، أخطرهم (كولن باول) وزير الخارجية لأن جده الجامايكي الأصل يهودي وهو يتقن (البيدية) وهي لغة يهودية، والحقيقة أنه يوجد في إدارة بوش 32 شخصية أكثرهم يحملون الجنسية الإسرائيلية . كتبت (الواشنطن بوست) تقريراً يوم السبت الماضي عن كاتب خطابات بوش (مايكل جيرسون) جاء فيه (أنه كان واعظاً دينياً يمينياً متطرفأً ، وأنه الآن أكثر كتاب خطابات الرئيس نفوذاً داخل البيت الأبيض وأنه يضع عبارات دينية في خطاباته للحض من أجل الحرب ضد المسلمين وضد العالم الإسلامي. فالقرار الأمريكي يصدر من تل أبيب وليس من البيت الأبيض في واشنطن.
    من هنا يتضح لنا أبعاد المخطط الصهيو أمريكي ، فاليهود يسعون إلى حكم العالم والسيطرة عليه ، وقد صرحوا بهذا في بروتوكولاتهم ، التي يحاولون الآن أن يتبرأوا منها ويدعون أنها مزيفة نسبت زوراً وبهتاناً ، ومهما تبرأوا منها فهي ملصقة بهم لأنها لا تختلف في نصوصها على ما نص عليها تلمودهم وتوراتهم المحرفة، والخطة الصهيوأمريكية لإعادة رسم خريطة منطقة الشرق الأوسط ، والحرب على العراق وما سيتلوها من حروب في المنطقة – تشمل السعودية وسوريا ولبنان ومصر وإيران وسائر البلاد العربية والإسلامية – تستهدف القضاء على الإسلام وتمكين اليهود الصهاينة من السيطرة والهيمنة الاقتصادية والثقافية.
    وهنا قد يطرح هذا السؤال : ما هي المستجدات التي دفعت بالأعداء للخوف من الإسلام ، واعتباره خطراً عليهم ، رغم الضعف الذي ألم بالمسلمين مما جعلهم يدينون بالتبعية للهيمنة الأمريكية وأصبحوا لا يقوون على معارضتها.
    aboadil
    aboadil
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى


    ذكر عدد الرسائل : 902
    تاريخ التسجيل : 10/10/2007

    أفهم عدوك !! Empty رد: أفهم عدوك !!

    مُساهمة من طرف aboadil الجمعة 14 مارس - 12:20

    والمستجدات هي الصحوة الإسلامية التي شهدتها دول العالم الإسلامي في العقدين الأخيرين من القرن العشرين وازدياد نشاط المؤسسات والمنظمات والجمعيات الخيرية الإسلامية التي تقدم خدماتها لمساعدة المسلمين في أرجاء المعمورة ، وتقديم كافة الخدمات لمنكوبي الحروب والمجاعات والقحط والزلازل ، وهذا يفسد على البعثات التنصيرية مزاولة أنشطتها بين هذه المجموعات التي تعتبر مجالاً خصباً للبعثات التنصيرية ، ومن هنا جاء هجوم الإدارة الأمريكية على المنظمات الإسلامية التي وصفتها بأنها منظمات إرهابية بما فيها رابطة العالم الإسلامي ، وأخيراً ضمت الإدارة الأميركية جامعة الأزهر إلى قائمة المؤسسات الإرهابية بعد إصدارها فتوى وجوب الجهاد في العراق.
    إضافة إلى أن هذه الصحوة تشير إلى فشل الغزو الفكري والثقافي الذي ظل يداهم العالم الإسلامي أكثر من قرنين ، وبالرغم من وجود عدد كبير من الشباب في العالم الإسلامي ممن يدين بالتبعية للفكر الغربي ، الذين تم احتواؤهم أثناء دراستهم في الجامعات الغربية ، ولا سيما الأمريكية حتى أصبحوا (مؤمركين) إن جاز لي استخدام هذا التعبير ، في فكرهم في عاداتهم ، في مأكلهم ، ومشربهم ويعتبرون كل ما يأتي من أمريكا محمدة ، حتى لو احتلت بلادهم ، ورغم وجود عدد كبير من أبناء وبنات الإسلام من العلمانيين الذين يهاجمون الإسلام ، ويكنون له العداء ، ومنهم أدباء وأرباب فكر وقلم ، بل أضحى معظم رواد الحركة الأدبية والإعلامية في عالمنا العربي والإسلامي من معتنقي المذهب العلماني الذي يحضر الشعوب للاحتلال والإذلال.
    رغم كل هذا فإن الغرب ، ولا سيما الولايات المتحدة الأمريكية يخشون من هذه الصحوة الصامدة القوية التي تتصدى بجرأة وثبات لكل الافتراءات التي تفترى على الإسلام ، وهم الذين يتظاهرون احتجاجاً على ما تعرض له المسلمون من حروب واضطهادات في فلسطين وأفغانستان والشيشان والبوسنة والهرسك وألبانيا والعراق ، وهم يريدون من الدول الإسلامية وضع مناهج تنشئ أجيالاً تدين بالولاء لأمريكا ، ولا ترفض الوجود الأمريكي.
    aboadil
    aboadil
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى


    ذكر عدد الرسائل : 902
    تاريخ التسجيل : 10/10/2007

    أفهم عدوك !! Empty رد: أفهم عدوك !!

    مُساهمة من طرف aboadil الجمعة 14 مارس - 12:29

    تاريخ النشر: 2007-04-29
    محاولة جادة لفهم العدو ( 2/5) :
    على ماذا كان الأعداء يراهنون ؟

    الأستاذ الدكتور عماد الدين خليل :
    حيث تفضل مشكوراً بالكتابة ( للمنار) بالرغم من انشغاله بمهام علمية في الأردن ، وكان ذلك أثناء القصف الأمريكي الغاشم على العراق حيث تقيم أسرته وأهله ، وقد بدأ حديثه بالإجابة على ماذا كان الأعداء يراهنون في اعتمادهم على الاستعمار الثقافي ؟
    فقال : كانت مراهنتهم تقوم على تخريج نخب علمانية في ديارنا العربية والإسلامية ، تعكس الرؤية الغربية للحياة ، وتحاصر كل ما يرتبط بالإسلام عقيدة وشريعة وثقافة وسلوكاً.
    والجهد الاستعماري أوضح من أن يتطلب إثباتاً في تمهيد الطريق لهذه النخب كي تتربع على المفاصل الحساسة لكل دولة عربية أو إسلامية ، وتسعى إلى تدمير الجسور بين المواطن وعقيدته ، في الوقت نفسه الذي تبذل فيه جهداً استثنائياً لتأكيد قيم الثقافة الغربية من خلال آليات التربية والتعليم والإعلام – بل حتى – إذا اقتضى الأمر – الجيش والبوليس.
    وليس ثمة – كالآليات الثقافية – أداة ذات قدرة عالية على التبديل والتفكيك وإعادة الصياغة في البنية الحضارية للأمم والشعوب ، بسبب كونها تنبثق عن خلفيات رؤية شاملة وتنهض قائمة على منظومة من التصورات والمذاهب والفلسفات التي تغذيها وتمنحها الملامح والخصائص وتنحاز بها – بالتالي – صوب هذا المنظور أو ذاك ، إنها ليست محايدة كالعلوم الصرفة أو التطبيقية ومن ثم فإن تقبلها في نسيج أية ثقافة مغايرة ، سيقود تلك الثقافة ، بدرجة أو بأخرى ، ليس إلى مجرد إضافة عناصر غريبة عن المناخ الذي تتشكل فيه وتتنفس ، وإنما إلى أن تفقد شيئاً فشيئاً مقوماتها الأساسية ، وتضحي بتميزها، وتمارس - هي الأخرى - انحيازاً قد يؤذن بتفككها وسقوطها.
    كان هذا أحد مداخل الغزو الفكري عبر القرنين الأخيرين أن نتقبل عن الحضارة الغالبة معطياتها التي تتعامل مع الإنسان والتي قد تتقاطع منذ لحظات تشكلها الأولى ، ليس مع المفردات الإسلامية فحسب ، وإنما مع أسسها وبداهاتها.
    لقد تموضعت الحضارة الغربية شيئاً فشيئاً في دائرة صنمية ترفض الله سبحانه وتصنع على هواها شبكة من الطقوس تنسجها المصالح والأهواء حيناً ، والظنون والأوهام حينا آخر ، وما يسمى بالأنشطة العلمية الإنسانية في معظم الأحيان ، لقد أريد لنا – لسبب أو آخر – أن ندخل اللعبة نفسها – أن نفقد اليقين بالأساس الإيماني الموغل في بنياننا الثقافي ، وأن ننسى الله.


    عدل سابقا من قبل aboadil في الجمعة 14 مارس - 12:38 عدل 2 مرات
    aboadil
    aboadil
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى


    ذكر عدد الرسائل : 902
    تاريخ التسجيل : 10/10/2007

    أفهم عدوك !! Empty رد: أفهم عدوك !!

    مُساهمة من طرف aboadil الجمعة 14 مارس - 12:29

    إن هذا التقابل المحزن بين صنميات الثقافة الغربية وبين ثقافتنا التي يراد لها أن تنسلخ عن جوهرها الإيماني القائم على التوحيد ، يذكرني بعبارة قالها ( رجاء جاردوي) في (وعود الإسلام) وهو يتحدث عن (الصنمية التمائمية) التي تتفرخ وتتكاثر) في المجتمعات الغربية : (صنم النمو، صنم التقدم ، صنم التقنية العلموي، صنم الفردانية ، وصنم الأمة بمحذوراتها جميعاً ، ومحرماتها ، وبرموزها المقدسة وبطقوسها) وأنه ليس ثمة في مواجهة هذا كله سوى أن نتشبث أكثر فأكثر بـ (لا إله إلا الله) هذا الإثبات الأساسي للإيمان الإسلامي ، وإننا لنعرف بالتأكيد ما لهذا اليقين في العقيدة من قوة هدم وتحرير فالحوار هكذا مع الإسلام يمكن أن يساعدنا على ابتعاث خميرة عقيدتنا الحية فينا ، تلك التي تستطيع نقل الجبال من مواضعها).
    وأتذكر – كذلك – عبارة أخرى في الكتاب المذكور نفسه تبين أننا نمارس لعبة خاسرة ونحن نتعامل مع ثقافة الغير دونما أي قدر من التريث أو النقد والتحميص : (لم نشدد على الوجوه التي لعب بها العلم الإسلامي باكتشافاته دور (الرائد) للعلم الغربي الحالي ، وإنما على صفاته الخاصة في تبعيته وخضوعه للوسائل الإنسانية ذات الغايات الإلهية ، في هذا المنظور على القرن الواحد والعشرين أن يتعلم كثيراً من الإسلام).
    aboadil
    aboadil
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى


    ذكر عدد الرسائل : 902
    تاريخ التسجيل : 10/10/2007

    أفهم عدوك !! Empty رد: أفهم عدوك !!

    مُساهمة من طرف aboadil الجمعة 14 مارس - 12:30

    فالذي يحدث منذ حوالي قرنين هو أننا لم نمارس تعليم الآخرين ، أو نحاوله على الأقل ، وإنما رحنا نأخذ منهم معارف إنسانية تقطعت وشائجها بالإنسان – في أقصى حالات توازنه وأدناها – وفقدت أية غاية إيمانية تتجاوز الحاجات القريبة ، وتبعد بالحياة البشرية عن أن تكون مجرد حركة في الطول والعرض.
    فما لم تكن ثقافتنا متلبسة بمطالب العقيدة ومقاصد الشريعة التي انبثقت عنها ، ما لم تكن هذه الأنشطة ذات طموحات كبيرة بمستوى المنظور العقدي للإسلام نفسه ، فمعنى هذا أن هناك نقصاً ، ثغرة ما أو فراغاً قد يكون فرصة ملائمة لتقبل ثقافة الآخر الصنمية حيث لا نزداد إلا ضياعاً وتضاؤلا وتبعية وانحساراً.
    لقد دلت التجربة نفسها ، كما يقول رجل القانون الدولي المعاصر (مارسيل بوازار) في (إنسانية الإسلام) (على أن محاكاة العقائد المستوردة من أوساط ثقافية أجنبية، غير ملائمة ، والحركات التي تستلهم الإسلام - بما فيها شبكة التعامل المعرفي- قادرة وحدها على أن تدمج عند الاقتضاء مختلف التيارات الباقية على الساحة لتقدم منها حلولاً مركبة تظهر الفضائل الأخلاقية من خلالها إحدى القوى الأساسية للحضارة).
    aboadil
    aboadil
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى


    ذكر عدد الرسائل : 902
    تاريخ التسجيل : 10/10/2007

    أفهم عدوك !! Empty رد: أفهم عدوك !!

    مُساهمة من طرف aboadil الجمعة 14 مارس - 12:30

    ومنذ أكثر من نصف القرن كان ( ليوبلود فايس : محمد أسد) قد حذر في كتابه (الإسلام على مفترق الطرق) من ممارسة انهزامية كهذه ، وأن يكون المسلمون أكثر تأصيلا ثقافياً ، مشدداً على أن الإسلام بخلاف سائر الأيادن ، إنما هو فلك ثقافي اجتماعي واضح الحدود ، فإذا امتدت مدنية أجنبية بشعاعها إلينا ، وأحدثت تغييراً في جهازنا الثقافي – كما هو الحال اليوم – وجب علينا أن نتبين لأنفسنا إذا كان هذا الأثر الأجنبي يجري في اتجاه إمكانياتنا الثقافية أو يعارضها ، وما إذا كان يفعل في جسم الثقافة الإسلامية فعل المصل المجدد للقوى أو فعل السم.
    ويخلص (محمد أسد) إلى القول بأن الشيء الوحيد الذي لا يستطيع المسلمون أن يتمنوه هو أن ينظروا بعيون غربية ويروا الآراء الغربية ، إنهم لا يستطيعون إذا أرادوا أن يظلوا مسلمين ، أن يتبدلوا بحضارة الإسلام الروحية تجارب مادية من أوروبا.
    وعلى مدى قرنين من الزمن ، وبسبب من ضغط لا يرحم من الإحساس بالدونية تجاه ثقافة الآخر ، تناولنا سما كثيراً ، بدلاً من البحث عن المصل المجدد القوى ، ولقد قاد هذا السم إلى انحلالنا الثقافي أكثر فأكثر.
    واليوم ندرك أننا كنا مخطئين ، وأننا خسرنا زمناً طويلاً كان بمقدوره لو أحسنا التحميص والتخير ، أن يجعلنا ، ليس فقط أكثر أصالة ، وإنما – أيضاً – أن نقلل الهوة بيننا وبين الآخر ، وأن نرغمه على احترامنا ، وربما مد اليد لطلب العون منا.
    aboadil
    aboadil
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى


    ذكر عدد الرسائل : 902
    تاريخ التسجيل : 10/10/2007

    أفهم عدوك !! Empty رد: أفهم عدوك !!

    مُساهمة من طرف aboadil الجمعة 14 مارس - 12:31

    غياب فقه الواقع عن العمل الإسلامي :
    وحول غياب فقه الواقع عن العمل الإسلامي إلى حد كبير قال الدكتور عماد الدين خليل :
    إن الحديث أية محاولة للنقد الذاتي ، أو تعديل الوقفة ، أو تقديم البدائل الأكثر فاعلية وجدوي ، أو طرح مقترحات عمل ، إلى آخره لن تأخذ مسارها الصحيح بالضرب على غير هدى ، ولا بد - أولاً – من تحديد طبقات أو محاور الجهد الإسلامي .
    وهي ، إذا أردنا أن نبدأ بالأكثر عمومية ، تأخذ الترتيب التالي :
    1- المستوى الحضاري : الأمة والعالم.
    2- المستوى السياسي : الدولة والسلطة.
    3- المستوى الدعوي : القطر.
    4- المستوى الاجتماعي : المدينة.
    5- المستوى السلوكي والشعائري الفرد.
    وهي مستويات يفضي بعضها إلى بعض ، ويقوم أحدها على الآخر ، كما أنها لا تعمل بمعزل عن الأخريات ، فهي تنطوي في اللحظة الواحدة ، على السياقات كافة، لكن البؤرة الأساسية لكل مستوى تتركز عند الحضاري حيناً ، وعند السياسي أو الدعوي حينا آخر ، وعند الاجتماعي أو السلوكي أو الشعائري حيناً ثالثاً.
    في الإسلام والنشاط الإنساني عموماً ليس ثمة فواصل أو جدران نهائية في الفاعلية ، هذه مسألة معروفة ، لكن التخصص له أحكامه ، ولا بد – ابتداء – من إدراك مركز الثقل في الفاعلية وهدفها الأساس في ضوء خارطة نستطيع بواسطتها أن نحيل كل مفردة أو مقترح إلى مستواها النوعي ، ثم نتحدث عن أهميتها ودورها في الإضافة أو التعديل ، وصيغ معالجتها التي تمكنها من تجاوز الأخطاء والمضي إلى الهدف بأكبر قدر من الفاعلية والاقتصاد في الجهد والزمن.
    aboadil
    aboadil
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى


    ذكر عدد الرسائل : 902
    تاريخ التسجيل : 10/10/2007

    أفهم عدوك !! Empty رد: أفهم عدوك !!

    مُساهمة من طرف aboadil الجمعة 14 مارس - 12:31

    إننا في ضوء هذه الخارطة سنحدد هدف الجهد ابتداء ، فلا يتداخل أو يتميع أو يضرب في التيه ، وسواء كان هذا الجهد درساً يعطى أو محاضرة تلقى أو مقالاً يكتب أو بحثاً يؤلف ، وسواء كان تبادلاً في الرأي أو حواراً ، فإن الذي يقوده إلى هدفه ويحميه من الهدر والتشتت والضياع إنما هو تحديد المحور الذي يتحرك فيه، أو المستوى الذي يتعامل مع بعض ظواهره ومفرداته ، هل هو المستوى الحضاري ؟ أم السياسي ؟ أم الدعوي ؟ أم الاجتماعي ، أم السلوكي ، أم الشعائري ؟
    والذي حدث في كثير من الأحيان ، تداخل الحضاري بالدعوي والسياسي بالاجتماعي ، حيث اختلطت الأوراق وضاعت البؤرة التي يتحتم أن يتمحور عندها الجهد لكي يكون أكثر فاعلية وعطاء.
    هذه هي واحدة من البوابات التي دخل منها الاضطراب فضيع على الإسلاميين الكثير من الجهد والزمن ، وجعلهم يدورون أحياناً في حلقة مفرغة حيث ما يلبثون أن يجدوا أنفسهم ، بين فترة وأخرى ، عند نقطة البداية.
    وعلى سبيل المثال ، فإن (المشروع الحضاري) الذي تدعو إليه بعض المؤسسات والجماعات الإسلامية ، ينطوي على فضاء واسع قد يمتد إلى العالم كله ، فيتعامل معه بمنطق الصراع أو الحوار الحضاري الذي يتطلب إدراكاً لقوانين الحركة التاريخية ، وصيرورة الحضارات ، ويسعى لاكتشاف عناصر القوة والضعف في هذه الحضارة أو تلك ، والميزات الجوهرية لحضارة الإسلام التي تؤهلها لأن تكون البديل المترجى ، ليس على مستوى جغرافية الإسلام وحده ، وإنما على مدى العالم كله ، تلك الميزات الخصبة المتنوعة من مثل : الرؤية التوازنية لهذه الحضارة بين الوحي والوجود ، والمادة والروح ، والعدل والحرية ، والفرد والجماعة ، والعقل والوجدان ، وسائر الثنائيات الأخرى ، ومن مثل قدرة هذه الحضارات المندثرة – على التجدد والانبعاث انطلاقا من شبكة تأسيساتها في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
    aboadil
    aboadil
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى


    ذكر عدد الرسائل : 902
    تاريخ التسجيل : 10/10/2007

    أفهم عدوك !! Empty رد: أفهم عدوك !!

    مُساهمة من طرف aboadil الجمعة 14 مارس - 12:32

    إن مشروعاً كهذا ينطوي على فضاء عالمي يمثل جهداً يختلف في طبيعة توجهه مع أي جهد دعوي محدد تمارسه هذه الجماعة أو تلك ، وهذا الفرد أو ذاك في دائرة حيّ أو مدينة أو قطر أو بيئة جغرافية ، كما أنه يختلف عن أي جهد اجتماعي يستهدف إقامة بعض المؤسسات الاقتصادية أو الاجتماعية أو الترفيهية التي تحكمها قيم الإسلام وضوابطه ، وهو يختلف بالضرورة كذلك – عن أي نشاط سياسي قد يعتمد هذه الفرصة (الديمقراطية) إذا جاز التعبير ، أو تلك ، لرفع خطابه وتأكيد مصداقيته أمام الجماهير ، والتقدم خطوات إلى الأمام.
    صحيح أن هذه الأنشطة ، بدءاً من حجر الزاوية ونقطة الانطلاق المتمثلة بإعادة صياغة السلوك ، والالتزام التعبدي ، بما يجعل الفرد مهيئاً تماماً للمراحل التالية مروراً بالأنشطة السياسية أو الدعوية أو الاجتماعية ، إنما تؤول جمعياً إلى هدفها الحضاري الشامل وتصب في البؤرة الواحدة التي تستهدف إعادة صياغة السعي البشري في هذا العالم ، بما يريده الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
    إلا أن هذا المنطوق التكاملي في الجهد يجب ألا يسوق الإسلاميين إلى تداخل الرؤية واضطراب الحلقات ، وعدم تبين الحدود الممكنة للجهد الإسلامي في هذا المجال أو ذاك.
    إننا إذا استطعنا منذ البدء أن نحدد طبيعة الجهد ، أو أن نحيله إلى مستواه المحدد على خارطة العمل : حضارياً أو سياسياً أو دعوياً أو اجتماعيا أو سلوكياً قدرنا على الوصول إلى الهدف بأقل قدر من الإسراف في الطاقة والزمن ، وبالتركيز الضروري الذي يعطي ثماراً أكثر نضجاً.
    لا يتسع المجال في لقاء كهذا للدخول في المزيد من التفاصيل ، وقد تكفي هذه التأشيرات العامة من أجل تبين موضع أقدامنا في كل حلقة من حلقات الجهد الإسلامي وإحالة هذا الجهد إلى دائرته الحقيقية لكي يتسلسل العمل وفق برنامج مرسوم ، يبدأ بأعمق نقطة في وجدان الإنسان الفرد لكي يمضي إلى العالم كله مبشراً بمشروعه الحضاري البديل.
    aboadil
    aboadil
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى
    عضو مجلس إداره ومستشار ميدانى


    ذكر عدد الرسائل : 902
    تاريخ التسجيل : 10/10/2007

    أفهم عدوك !! Empty رد: أفهم عدوك !!

    مُساهمة من طرف aboadil الجمعة 14 مارس - 12:33

    والآن ، فإن هذا – بإيجاز شديد – هو أحد وجهي (المشكلة المتعلقة بفقه الواقع ، ويبقى هناك الوجه الآخر الذي لا يقل أهمية ، والذي مارس – هو الآخر – دوراً خطيراً في عرقلة الجهد الإسلامي وتفتيته).
    فإذا كانت المعضلة في الوجه الأول تنطوي على اضطراب في حلقات التسلسل العمودي الصاعد للجهد الإسلامي الذي يبدأ بالفرد وينتهي بالمشروع الحضاري ، فإن هذه المعضلة في الوجه الآخر ، تبدو في غياب أو اضطراب المنظور الأفقي ، وضياع خرائط العمل المحكم الذي يضع في حساباته وهو يعاين المنظور ، تغاير البيئات ، بكل ما ينطوي عليه مصطلح البيئة من مفردات ومواصفات وبالتالي ملاحظة اختلاف المطالب والحاجات وصيغ العمل بين بيئة وأخرى.
    إن المقتل الأشد خطورة ، كان عبر القرن ونصف القرن الأخير يتمثل في عدم الالتفات إلى هذه الحقيقة ، والبداية الصحيحة تكون هنا هنا : إن الجهد أو النشاط يجب أن يضع نصب عينيه مواصفات البيئة التي يتحرك فيها وينسج خيوطه ، فإذا كانت بيئة ما تصلح للنشاط الديمقراطي أو السياسي ، فإن بيئة أخرى فقد تتطلب ، في لحظة تاريخية محددة نشاطاً جهادياً أو تربوياً أو علمياً أو عقلياً أو اجتماعياً أو حتى روحياً صرفاً.

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 25 نوفمبر - 9:57