كانت الحياة تكاد تنعدم بالطريق الذى سلكته من منزلى بعجمان متوجهاً الى الشارقة حيث كنت أدير عملاً خاصاً فى مجال تجارة وصيانة أجهزة الحاسوب ..
لم أعانى كثيراً فى أيجاد مأوى مجانى للسيارات حيث بدأت بلدية الشارقة فى ذلك الوقت بتدشين المواقف المدفوعة القيمة مقدماً الا من بعض المواقع
التى لم تزل تحت التخطيط ..
دلفت الى المبنى الزجاجى الضخم والذي يحتل فيه الطابق الأرضي ما يعرف بسوق الكمبيوتر Computer Mall ...
هممت بفتح الباب الزجاجي للمعرض وبدأت بتنسيق البضائع وإعادة ترتيبها فلا زال الوقت مبكراً على حضور صديقي
الهندى المختص بهذه المهمة ... واذا بى ألمح من خلال زجاج المعرض بشيخ هرم تجتر أرجله عكازين مصنوعين من النيكل
وهو يتجه صوب المعرض ..
انتابتنى بعض الدهشة حيث لا أتوقع زائراً أو عميلاً فى مثل هذا الوقت ... فالساعة لا زالت مبكرة تكاد تقترب من السابعة صباحاً
والحياة لا تدب فى هذه المنطقة الا بعد التاسعة .. وبدأ عقلى يعمل سريعاً وعيناي تتفرس هذا القادم بوجهه الصبوح تملأه تجاعيد
تنطق بعمر لا شك تجاوز الثمانية عقود .. ولحية بيضاء ملأت معظم تقاسيم الوجه .. يلتحف ثياب بيضاء يشتهر بها الباكستانيين ..
مع أقتراب الشيخ من مدخل المعرض أيقنت انه سائل يريد صدقة ويبدو أنه جديد بالمنطقة وقد قرر البدء بعمله فى هذا السوق ...
نواصل ..
عدل سابقا من قبل أمين فاروق في الثلاثاء 1 سبتمبر - 1:12 عدل 3 مرات