حين تخرج الفتاة من بطن أمها تملك في بطنها "هي" 34000بويضة قابلة للإخصاب والتلقيح . ولا تبدأ هذه البويضات بالنشاط والانطلاق نحو الرحم إلا حين تصل لسن البلوغ (بمعدل بويضة بالشهر) . ولو افترضنا أن سن الإنجاب لديها استمر لثلاثين عاما (بين الثانية عشرة والثانية والأربعين) فهذا يعني خروج 360بويضة فقط خلال حياتها (قد لا تحتاج منها لغير 4أو 5لإنجاب أربعة أو خمسة أطفال)!!
أما الرجل فوضعه أكثر تعقيدا بكثير ؛ فهو يقذف في كل مرة 65مليون حيوان منوي يمكن لأي منها التحول لمخلوق بشري كامل . وهذا الرقم يساوي بالشهر 520مليون "نسمة" وفي العام أكثر من ستة مليارات (أي ما يساوي مجمل عدد البشر وخمسة أضعاف سكان الصين)!!
وهذه الأرقام المهولة ظاهرة طبيعية ومعتادة لدى معظم المخلوقات (من نباتات وحشرات وكائنات مجهرية) ؛ فالذبابة مثلا يمكنها وضع 150بيضة مخصبة في كل مرة - وكل بيضة منها قادرة على التحول لذبابة جديدة قادرة بدورها على وضع 150بيضة أخرى (أي 22500بيضة مخصبة في كل دورة) . ولو استمرت بالتضاعف على هذا المنوال يمكن لزوج واحد منها فقط وضع مائة وتسعين مليار مليار ذبابة (أي 190وأمامها 18صفراً خلال أربعة أشهر فقط). وفي حال تعاونت خمسة أزواج يمكنها خلال 120يوم تغطية كوكب الأرض بغلاف سميك من الذباب الأسود!!
أما ملكة النحل فمثال لحشرات أكثر نشاطا وإخصابا تضع مابين 2000إلى 5000بويضة في كل
مرة .. أما ملكة النمل الأبيض فتستحق لقب (بطل العالم في التناسل) كونها قادرة على وضع 30.000بيضة في كل يوم!!
وظاهرة الإفراط في التناسل تلاحظ حتى في البحار والأنهار والمستنقعات الضحلة ؛ فسمك السلمون مثلا يضع ملايين البويضات في كل دورة تناسلية، وتضع الضفادع آلاف البويضات التي تتحول إلى مئات العلاجيم الصغيرة، أما البعوضة فتترك آلاف البويضات معلقة تحت سطح المستنقع بعد كل موسم تزاوج !
... وبالطبع حاولت فرضيات كثيرة تفسير هذا الكرم الرباني :
@ فهناك مثلا فرضية تدعي أن "الإفراط في التناسل" وسيلة لاستمرار النوع وحفظه من الانقراض .. فمن بين مليارات البويضات التي تضعها الذبابة مثلا لا يعيش غير عدد محدود بسبب الطفيليات والفيروسات وقلة الغذاء المتاح .. ولكن ؛ رغم أن هذا ما يحدث فعلا إلا أن "العدد" يظل دائما أعظم من مشكلة الوفيات المبكرة (فضلا عن عدم تسببه بانقراض أنثى الفيل التي لا تلد سوى مرة كل عامين)!!
@ أما الفرضية الثانية فتقول إن الكثرة العددية وسيلة للارتقاء بنوعية السلالة .. فحين يقذف الرجل 65مليون حيوان منوي تتسابق جميعها نحو البويضة فلا يصل إليها (ويخصبها قبل غيره) إلا الأسرع والأقوى .. ورغم أن هذا ما يحدث فعلا إلا أنه لا يفسر (ثبات الجنس البشري) عند مستوى دائم من القدرة والذكاء، كما يتعارض مع البخل الشديد لمبيض المرأة الذي لا يطلق أكثر من بويضة بالشهر معظمها رديء يسقط مع الدورة الشهرية!!
@ أما الفرضية الثالثة فتدعي ان ظاهرة "الإفراط في التناسل" مجرد وسيلة لتغذية المخلوقات الكبيرة ؛ فالأسماك الكبيرة مثلا تلتهم 99% من بويضات السلمون في مرحلة مبكرة من حياتها .. ونفس الحقيقة تنطبق على صغار السلاحف والضفادع والفئران التي تشكل طعاما رئيسيا للتماسيح والذئاب والقطط البرية !
... أنا شخصيا لا أتبنى - ولا أطلب منك تبني - أي محاولة لتفسير هذه الظاهرة العجيبة .. والسبب ؛ أنها تتسع وتستوعب عدداً كبيراً من الفرضيات والاحتمالات والآراء (وأيضا ؛ الحكم الربانية التي مازلنا عاجزين عن فهمها أو الإحاطة بها كلها)!!
منقول
أما الرجل فوضعه أكثر تعقيدا بكثير ؛ فهو يقذف في كل مرة 65مليون حيوان منوي يمكن لأي منها التحول لمخلوق بشري كامل . وهذا الرقم يساوي بالشهر 520مليون "نسمة" وفي العام أكثر من ستة مليارات (أي ما يساوي مجمل عدد البشر وخمسة أضعاف سكان الصين)!!
وهذه الأرقام المهولة ظاهرة طبيعية ومعتادة لدى معظم المخلوقات (من نباتات وحشرات وكائنات مجهرية) ؛ فالذبابة مثلا يمكنها وضع 150بيضة مخصبة في كل مرة - وكل بيضة منها قادرة على التحول لذبابة جديدة قادرة بدورها على وضع 150بيضة أخرى (أي 22500بيضة مخصبة في كل دورة) . ولو استمرت بالتضاعف على هذا المنوال يمكن لزوج واحد منها فقط وضع مائة وتسعين مليار مليار ذبابة (أي 190وأمامها 18صفراً خلال أربعة أشهر فقط). وفي حال تعاونت خمسة أزواج يمكنها خلال 120يوم تغطية كوكب الأرض بغلاف سميك من الذباب الأسود!!
أما ملكة النحل فمثال لحشرات أكثر نشاطا وإخصابا تضع مابين 2000إلى 5000بويضة في كل
مرة .. أما ملكة النمل الأبيض فتستحق لقب (بطل العالم في التناسل) كونها قادرة على وضع 30.000بيضة في كل يوم!!
وظاهرة الإفراط في التناسل تلاحظ حتى في البحار والأنهار والمستنقعات الضحلة ؛ فسمك السلمون مثلا يضع ملايين البويضات في كل دورة تناسلية، وتضع الضفادع آلاف البويضات التي تتحول إلى مئات العلاجيم الصغيرة، أما البعوضة فتترك آلاف البويضات معلقة تحت سطح المستنقع بعد كل موسم تزاوج !
... وبالطبع حاولت فرضيات كثيرة تفسير هذا الكرم الرباني :
@ فهناك مثلا فرضية تدعي أن "الإفراط في التناسل" وسيلة لاستمرار النوع وحفظه من الانقراض .. فمن بين مليارات البويضات التي تضعها الذبابة مثلا لا يعيش غير عدد محدود بسبب الطفيليات والفيروسات وقلة الغذاء المتاح .. ولكن ؛ رغم أن هذا ما يحدث فعلا إلا أن "العدد" يظل دائما أعظم من مشكلة الوفيات المبكرة (فضلا عن عدم تسببه بانقراض أنثى الفيل التي لا تلد سوى مرة كل عامين)!!
@ أما الفرضية الثانية فتقول إن الكثرة العددية وسيلة للارتقاء بنوعية السلالة .. فحين يقذف الرجل 65مليون حيوان منوي تتسابق جميعها نحو البويضة فلا يصل إليها (ويخصبها قبل غيره) إلا الأسرع والأقوى .. ورغم أن هذا ما يحدث فعلا إلا أنه لا يفسر (ثبات الجنس البشري) عند مستوى دائم من القدرة والذكاء، كما يتعارض مع البخل الشديد لمبيض المرأة الذي لا يطلق أكثر من بويضة بالشهر معظمها رديء يسقط مع الدورة الشهرية!!
@ أما الفرضية الثالثة فتدعي ان ظاهرة "الإفراط في التناسل" مجرد وسيلة لتغذية المخلوقات الكبيرة ؛ فالأسماك الكبيرة مثلا تلتهم 99% من بويضات السلمون في مرحلة مبكرة من حياتها .. ونفس الحقيقة تنطبق على صغار السلاحف والضفادع والفئران التي تشكل طعاما رئيسيا للتماسيح والذئاب والقطط البرية !
... أنا شخصيا لا أتبنى - ولا أطلب منك تبني - أي محاولة لتفسير هذه الظاهرة العجيبة .. والسبب ؛ أنها تتسع وتستوعب عدداً كبيراً من الفرضيات والاحتمالات والآراء (وأيضا ؛ الحكم الربانية التي مازلنا عاجزين عن فهمها أو الإحاطة بها كلها)!!
منقول