الكنتوش ( بريستو السودان البلدي) عمره أكثر من 2000 سنة

الكنتوش بشكله المخروطي وجنباته التي سكن عليها ( السكن) وذرات الرماد .. صناعته إما أن تكون من حديد أونحاس .. إشتركت جميع أقاليم السودان بإتجاهاته الأربع في طهي طعامها عليه وظل القاسم المشترك لرفد المائدة بناضج الطعام.
أول ما عرف في التأريخ القديم في أواسط السودان عند العرب الرحل حيث طانوا يستخدمونه في إنضاج الطعام وغلي الماء ويحملونه علي ظهر الدواب.. وعندما يحين وقت الوجبة يضعونه علي ثلاثة من الطوب شديد القوة ويشعلون النار من تحته فيحيل الحبوب فولاً كانت أم عدساً إلي طعام لين ليستقر بعدها في بطون الجائعين.

الكنتوش لغةً يماثل معني التنور، وهو إناء طبخ الطعام بصنوفه المختلفة وقد استخدم التنور في اللغة كناية عن السخونة لاسيما في التعبير عن حال الحروب. فيقال حمي الوطيس وفار التنور وجاوز الحزام الطبيين.
وتعود جزور الكنتوش في الثقافة السودانية إلي المملكة المروية القديمة وتحديداً في الفترة من القرن الأول إلي الرابع الميلادي حيث تم صهر الحديد لأول مرة في حضارة السودان الأولى في البجراوية وصنع الكنتوش كإناء لطهي الطعام إنتقل بعدها يمنة ويساراً يجوب أنحاء البلاد، فعمت فائدته، وقبله كان الناس يكتفون بالشواء دون غيره حيث غلبت اللحوم علي المائدة قبل الإستفادة من المحاصيل الزراعية في تنوع المائدة السودانية.

لم يعرف معني مباشر لأسم الكنتوش .. ويرجح الخبراء أن تكون كلمة نوبية .
الشكل المخروطي الذي صنع عليه الكنتوش لم يكن إعتباطاً بل للمساعدة في سرعة إنضاج الطعام . فكلما قلت فتحة التبخر إزداد الطعام نضوجاً.. وهو ذات النظام الذي تتبعه ( حلة البريستو) العصرية.
(منقول بتصرف).