(منقول .. للقراءة ... :winky:
أرانب حناكيش !!
بتاريخ 15-11-1428 هـ
القسم: تحت الغيم/ عبد الباسط شاطرابي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
قرود حناكيش .. مبلوعة، كلاب حناكيش .. أيضا مبلوعة، أما أرانب حناكيش فهذه والله غريبة !!
طول عمري وأنا أرى كلابا مدلعة، وقرودا مستأنسة، وقططا مرفهة، لكنني، وبكل صدق، لم أشاهد أرانب من النوع المدلل إلا مؤخرا !
فقد وجدت أحد الأشخاص يبيع أرانب داخل أقفاص مخصصة، واندهشت من أولئك الذين يشترون منه هذه (السلعة) التي لا يمكن ضمان بقائها في المنزل، كما أنني أعرف أن الأرانب هي للاستثمار والاستيلاد، لا للزينة والتدليل !
المهم أن حب الاستطلاع دفعني للشراء، خصوصا وأن السعر كان زهيدا، وكم كانت المفاجأة عجيبة بعد العودة للبيت، حيث وجدت أن الأرنب حنكوش، وأنه من النوع الذي يعتقد نفسه قطة منزلية مرفهة، وأنه ليس مبرمجا على الحفر، فهو مؤمن بأن من حفر حفرة وقع فيها ! كما أنه غير مستعد للقفز والسعي من أجل الرزق، فإذا لم يأته الخس والجرجير والجزر في مكانه، فإنه مستعد للموت دون أي محاولة للبحث عنها !
المصيبة الأكبر، أن الأرنب كان (ولوفا) أكثر من اللازم، فقد لازم الكراسي والأسرّة والكنب، وظل قابعا وملاصقا للناس في المنزل، واستمر مفضلا النوم في الفرش الناعم قرب الأطفال وتحت الأغطية الدافئة، وبدا وكأنه طفل يريد أن توفر له كل مستلزمات العناية المبذولة للأطفال، وما في حد أحسن من حد !
ومن يسافر خارج السودان يشاهد أشياء أعجب مما نراه في الداخل، فهناك تجارة رائجة للحيوانات المدللة بأنواعها، وهذه أيضا مبلوعة، لكن أن تكون هناك تجارة رائجة لفئران أليفة فهذا هو الأمر العجيب، ولقد لاحظت أن غالبية هذه الفئران بيضاء وناعمة، وهي لا تزوغ من الناس أو الحيوانات حتى لو كانت قططا، كما أنها لا تجفل من الأصوات المزعجة والمفاجئة، فكأنها مخلوقة للعجن والدلال ولا شيء غير ذلك !
بل تروج أنواع أخرى من تجارة الحيوانات الأليفة، فهناك تجارة مزدهرة للثعابين الملونة (غير السامة طبعا) التي يصفها أصحاب الرفاهية بـ (الجميلة)، وتحرص المرأة في المجتمعات المخملية على الظهور وهي تتحلى بثعبان ملون في يدها، تحركه من يد لأخرى، وتداعبه كما تداعب طفلها، وتتفشخر به وبالمحل الراقي الذي ابتاعته منه.
أما أكثر جنون الرفاهية، فهو حرص بعض الميسورين على تربية الأفاعي الخطيرة، تلك القادرة على تحويل الكائن الحي إلى (ذكرى) في ثوان، وكذلك انشغال البعض بتربية الذئاب الشرسة، والنمور المتوحشة، بل وحتى الأسود المفترسة، وكلها قادرة على تحويل الإنسان إلى كفتة في دقائق معدودة !
إنه الجنون الإنساني، وما أكبره من عته وجنون !!
بحق أعجبني المقال .. فأردت أن تشــا ركوني الإعحاب بهذا القلم الرشــيق الذي يطل بصورة
يومية عبر صحيفة (أخبار اليوم الســـودانية ) ...و شاطرابي صاحب قلم مميز له العديد من المقالات
ا لتي إزدانت بها جريدة الجزيرة الســــعودية وصحيفة الخرطوم عبر إطلالاته الفريدة المميزة بأوراق من الرياض ... إليكم دعوة مفتوحة للمشـــاركة والمتعة بهذا المقال ( أرانب حناكيش).
يومية عبر صحيفة (أخبار اليوم الســـودانية ) ...و شاطرابي صاحب قلم مميز له العديد من المقالات
ا لتي إزدانت بها جريدة الجزيرة الســــعودية وصحيفة الخرطوم عبر إطلالاته الفريدة المميزة بأوراق من الرياض ... إليكم دعوة مفتوحة للمشـــاركة والمتعة بهذا المقال ( أرانب حناكيش).
أرانب حناكيش !!
بتاريخ 15-11-1428 هـ
القسم: تحت الغيم/ عبد الباسط شاطرابي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
قرود حناكيش .. مبلوعة، كلاب حناكيش .. أيضا مبلوعة، أما أرانب حناكيش فهذه والله غريبة !!
طول عمري وأنا أرى كلابا مدلعة، وقرودا مستأنسة، وقططا مرفهة، لكنني، وبكل صدق، لم أشاهد أرانب من النوع المدلل إلا مؤخرا !
فقد وجدت أحد الأشخاص يبيع أرانب داخل أقفاص مخصصة، واندهشت من أولئك الذين يشترون منه هذه (السلعة) التي لا يمكن ضمان بقائها في المنزل، كما أنني أعرف أن الأرانب هي للاستثمار والاستيلاد، لا للزينة والتدليل !
المهم أن حب الاستطلاع دفعني للشراء، خصوصا وأن السعر كان زهيدا، وكم كانت المفاجأة عجيبة بعد العودة للبيت، حيث وجدت أن الأرنب حنكوش، وأنه من النوع الذي يعتقد نفسه قطة منزلية مرفهة، وأنه ليس مبرمجا على الحفر، فهو مؤمن بأن من حفر حفرة وقع فيها ! كما أنه غير مستعد للقفز والسعي من أجل الرزق، فإذا لم يأته الخس والجرجير والجزر في مكانه، فإنه مستعد للموت دون أي محاولة للبحث عنها !
المصيبة الأكبر، أن الأرنب كان (ولوفا) أكثر من اللازم، فقد لازم الكراسي والأسرّة والكنب، وظل قابعا وملاصقا للناس في المنزل، واستمر مفضلا النوم في الفرش الناعم قرب الأطفال وتحت الأغطية الدافئة، وبدا وكأنه طفل يريد أن توفر له كل مستلزمات العناية المبذولة للأطفال، وما في حد أحسن من حد !
ومن يسافر خارج السودان يشاهد أشياء أعجب مما نراه في الداخل، فهناك تجارة رائجة للحيوانات المدللة بأنواعها، وهذه أيضا مبلوعة، لكن أن تكون هناك تجارة رائجة لفئران أليفة فهذا هو الأمر العجيب، ولقد لاحظت أن غالبية هذه الفئران بيضاء وناعمة، وهي لا تزوغ من الناس أو الحيوانات حتى لو كانت قططا، كما أنها لا تجفل من الأصوات المزعجة والمفاجئة، فكأنها مخلوقة للعجن والدلال ولا شيء غير ذلك !
بل تروج أنواع أخرى من تجارة الحيوانات الأليفة، فهناك تجارة مزدهرة للثعابين الملونة (غير السامة طبعا) التي يصفها أصحاب الرفاهية بـ (الجميلة)، وتحرص المرأة في المجتمعات المخملية على الظهور وهي تتحلى بثعبان ملون في يدها، تحركه من يد لأخرى، وتداعبه كما تداعب طفلها، وتتفشخر به وبالمحل الراقي الذي ابتاعته منه.
أما أكثر جنون الرفاهية، فهو حرص بعض الميسورين على تربية الأفاعي الخطيرة، تلك القادرة على تحويل الكائن الحي إلى (ذكرى) في ثوان، وكذلك انشغال البعض بتربية الذئاب الشرسة، والنمور المتوحشة، بل وحتى الأسود المفترسة، وكلها قادرة على تحويل الإنسان إلى كفتة في دقائق معدودة !
إنه الجنون الإنساني، وما أكبره من عته وجنون !!